بعد وصوله إلى المرحلة ما قبل النهائية (كرد سكواد) قد لا يتمكن من المشاركة في نهائيات مسابقة بوب جي بألمانيا
الاهالي ريبورت:
تزامناَ مع التطور الكبير الذي شهدته أجهزة الكومبيوتر والهواتف الذكية ظهرت خلال الأعوام القليلة الماضية ألعاب شبكية يشترك فيها مجاميع من اللاعبين حول العالم تحاكي في مؤثراتها الصورية والصوتية الواقع إلى حد بعيد ومن هذه الألعاب لعبة بوب جي التي انتشرت بشكل كبير في اقليم كردستان رغم التحذيرات من مخاطر اللعبة والمطالبات المستمرة بحظرها.
وقام عدد من الشباب في إقليم كردستان بتشكيل فريق كردستاني لهذه اللعبة يضم عدداً من الشباب الذين يمارسون هذه اللعبة باحترافية على هواتفهم المحمولة ويطلقون على أنفسهم اسم (كرد سكواد) وقد تمكنوا من الوصول إلى المرحلة ما قبل النهائية في مسابقة عالمية لهذه اللعبة ستجري المراحل النهائية لها في ألمانيا ما يتطلب سفر الفريق إلى هناك للمشاركة فيها.
لكن القنصلية الألمانية في أربيل، وضعت أمامهم معوقات أدت إلى عدم منحهم مواعيد لإجراء مقابلات الحصول على سمة الدخول (فيزا) إلى ألمانيا، وفق ما نقلته شبكة رووداو الكردية.
ومن المقرر أن تجري مسابقة نادي بوب جي للهواتف المحمولة المفتوحةPMCO) ) في 26 تموز الجاري بألمانيا، وتقدم أعضاء كرد سكواد بطلب الحصول على فيزا عاجلة إلى القنصلية الألمانية في أربيل، إلا أن الجهة المعنية أبلغتهم بأن الهدف من زيارتهم لألمانيا لا يتفق مع المعايير الخاصة بتحديد مواعيد مقابلات منح الفيزا.
فريق يضم الف لاعب
وبحسب لاعبين، يضم فريق (كرد سكواد) أكثر من ألف لاعب بوب جي على الهاتف النقال، وتأسس في العام 2018، وطالبوا في بيان نشر على صفحتهم في شبكة فيسبوك، الجهات المعنية بمساعدتهم في حل هذا الإشكال.
وتجري مسابقة (PMCO) على عدة مراحل ويبلغ مجموع قيمة جوائز المسابقة مليوني دولار، وتمكن كرد سكواد مطلع الشهر الماضي من تحقيق المرتبة الثانية من بين 16 فريقاً شرق أوسطياً، ليبلغ المرحلة ما قبل النهائية للمسابقة، والتي من المقرر أن تجري منافساتها ببرلين في 26 من الشهر الحالي، والفرق التي تفوز في هذه المرحلة ستشارك في المرحلة النهائية التي ستجرى يومي 27 و28 من الشهر.
آري خليل، 24 سنة، لاعب بارز في كرد سكواد، يعشق لعب بوب جي على الهاتف المحمول، ويتابع ألعابه عدد كبير من الكرد بصورة مباشرة من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، قال لشبكة رووداو: “أنا ألعب الألعاب الإلكترونية منذ طفولتي، لكني اشتهرت في السنوات الأربع الأخيرة، وبدأت العب لعبة البوب جي منذ ظهورها”.
استطاع خليل وأربعة آخرون من أعضاء كرد سكواد، الحصول على بطاقات سفر للمشاركة في مسابقة برلين، قام منظمو المسابقة بتوفيرها، لكن في حال عدم حصولهم على الفيزا في الوقت المناسب سيحرمون من المشاركة في المسابقة، وموعد البطاقات محدد بـ17 من الشهر الجاري.
شروط تهدد مشاركتهم
وحسب رسالة إلكترونية أرسلتها القنصلية الألمانية، فإن طلب كرد سكواد يندرج ضمن الفيزا التي تحتاج إلى مقابلة عاجلة، لكن نفس الرسالة تقول إن طلب الفريق لا يتفق مع معايير المقابلات العاجلة، وهو ما يعني فعليا حرمانهم من السفر والمشاركة في المسابقة بسبب ضيق الوقت.
وحسب خليل، طالب مسؤولون ومشجعون لكرد سكواد القنصلية الألمانية في أربيل بمراجعة قرارها وإجراء مقابلة عاجلة للفريق، كما أن منظمي المسابقة أيضاً ينوون التدخل لتلافي حرمان كرد سكواد من المشاركة.
ويتساءل خليل: “إذا لم يتمكن مسؤولو حكومة إقليم كردستان من القيام بهذا، من الذي يستطيع ذلك؟ إذا لم نتمكن بعد أربعة أشهر من السعي الحثيث للانضمام إلى المسابقة، فإنني سأتوقف عن لعب بوب جي نهائياً”.
وتمثل الإجراءات المشددة التي تتبعها الدول الغربية لمنح الفيزا، عائقاً كبيراً أمام الكرد الذين يريدون السفر للدراسة أو المشاركة في المناسبات الدولية. فقد امتنعت أمريكا مؤخراً عن منح فيزا للسينمائي، جبرائيل أبو بكر، الذي كان يريد السفر بفلمه “آيلان” للمشاركة في ثلاثة مهرجانات.
يذكر أن لعبة (PUBG) صنعت من قبل شركة كورية لمايكروسوفت ويندوز في آذار2017م، ومنذ ذلك الحين بيع أكثر من 50 مليون نسخة من اللعبة، وعدد اللاعبين الشغوفين باللعبة تجاوز 400 مليون لاعب حول العالم منذ إصدارها، وأصبحت من أكثر الألعاب رواجاً وشهرةً، وصارت في مقدمة التطبيقات التي يجري تحميلها في أكثر من 100 دولة في العالم.
مخاطر اللعبة
ويرى الأخصائي النفسي عقيل الحمداني أن “أهم مخاطر اللعبة على المراهقين بصورة خاصة وعلى الأفراد بصورة عامة، هي أنها توصل الشباب الذين يلعبونها إلى قناعة بأن أسلوب العنف هو أفضل طريقة للدفاع عن النفس، وأن العنف هو الوسيلة المنشودة للوصول إلى الهدف، مع إلغاء مبادئ كثيرة من فكرهم كالتفاهم واللين والود والحوار”.
ويوضح الحمداني أن “هذه القناعة تجعل ممن يمارس اللعبة شخصاً سيء المزاج حاد الطباع وعصبي، كما يصبح منطوياً معزولاً عن المجتمع، ويتفاعل اللاعب مع الأسلحة والأعتدة التي يعثر عليها، فعند اللعب لساعات طويلة وهو المبدأ الذي تقوم عليه اللعبة، يؤثر على الطلبة ويؤدي إلى انخفاض مستواهم الدراسي، وكذلك بالنسبة للموظفين فلعبها يؤثر سلباً على إنتاجهم وأدائهم في العمل، وبهذا يصبح مدمناً على اللعبة، ويتحول اللاعب إلى محاكاة اللعبة في أرض الوقع، وتشجيع نفسه على استخدام السلاح في الحياة الاجتماعية وتزيد من ميوله إلى العنف والتلذذ بالقتل بسبب الإدمان عليها”.
وكانت مديرية شرطة سوران في أربيل، قد أعلنت في تشرين الثاني من العام الماضي عن مقتل شاب أثناء محاولته تقليد لعبة (PUBG) مع أصدقائه في المحافظة. وذكر المتحدث باسم شرطة سوران الرائد سعدون نبي في بيان أن “الشاب أ. أ.م تعرض للقتل أثناء عودته من رحلة سياحية مع أربعة من أصدقائه، ووقع الحادث بعدما طلب الشاب من أصدقائه تقليد لعبة (PUBG) لكي يوثق الرحلة بفيديو، دون علمه بأن السلاح الذي كان يحمله أحدهم محشو بالرصاص”.
حظر اللعبة بالعراق
وكان مجلس النواب العراقي قد حظر منتصف شهر نيسان الماضي الألعاب الإلكترونية “المحرضة على العنف” ومن بينها لعبتا بوب جي وفورت نايت.
وأصدرت اللجنة العليا للإفتاء في الإقليم فتوى بتحريم لعبة (PUBG): وجاء في نص الفتوى: لأنها تسبب الإدمان خاصة لدى الشباب”.
واعلنت لجنة الفتوى في السليمانية، عن تحريم اللعبة. وقال رئيس اللجنة عرفان رشيد في تصريح صحفي إن “اللجنة قررت عقب اجتماع أواخر تشرين الثاني الماضي وبعد شكاوى رفعت بهذا الصدد، «تحريم» اللعبة بشكل مشروط”.
وأضاف “عللت اللجنة قرارها، بأن اللعبة في حال مارسها موظف وأثرت سلباً على خدمات المواطنين ستكون «حراماً»، وإذا مارسها طالب وأثرت على دراسته ستكون «حراماً» أيضاً”.
هذا وقد عقدت لجنة الخدمات البلدية والنقل والاتصالات والسياحة في برلمان اقليم كردستان، مطلع شهر آيار الماضي، اجتماعا ناقشت فيه عدة قضايا من بينها الآثار السلبية للعبة “بوب جي” وإمكانية إيجاد صيغة تشريعية لحظر تداولها في كردستان.
وقال رئيس واعضاء اللجنة في مؤتمر صحفي عقدوه عقب الاجتماع في برلمان الاقليم، انهم ناقشوا خلال الاجتماع لعبة “بوبجي” ومالها من تأثير سلبي على المجتمع.
واضافوا انهم “يعملون على صياغة مشروع قانون يحظر العاب العنف الالكترونية من بينها “بوب جي”، مشيرين الى انهم وبعد الانتهاء من الصياغة سيتم تقديم المشروع الى رئاسة برلمان الاقليم لإدراجه على جدول اعماله”.
ت: س ن