عن كزال أحمد والترجمة الانكليزية لمجموعتها (حفنة من ملح)
الشاعرة الكوردية المعروفة كزال أحمد واحدة من الشاعرات الكورديات القلائل اللاتي حظيت قصائدهن بترجمات عديدة الى لغات عالمية مختلفة. حفنة من ملح مجموعة من قصائد كزال التي قامت باختيارها وترجمتها إلى اللغة الإنجليزية الشاعرة والمحاضرة المقيمة في فرجينيا-الولايات المتحدة ألانا ماري ليفينسون-لابروس (التي سبق أن قامت بالتدريس في الجامعة الأمريكية في السليمانية لمدة أربع سنوات) بالتعاون مع ميوان نهرو سعيد ودَريا عبد الكريم علي نجم وهن اثنتان من طلابها السابقين في تلك الجامعة وصدرت عن The Word Works في الولايات المتحدة تحت عنوان Handful of Salt. كما إن باربرا غولدنبرغ ، محررة سلسلة الإصدارات الدولية في The Word Works أبدت اهتمامها الشديد بالكتاب الى درجة أنها تحولت إلى مترجم مشارك فيه.
في مقدمة الكتاب تقدم لابروس نظرة عامة على حياة كزال أحمد وسيرتها الإبداعية، كما تلقي الأضواء على أسلوب كزال أحمد وما يكشفه شعرها من عمق وتعدد في المرجعيات والرؤى الثقافية والسياسية.
إن قراءة كزال أحمد باللغة الإنجليزية تشكل بالنسبة للقارئ الذي عايشها وقرأ أعمالها باللغة الكردية (كما تقول المترجمة) عملية اعادة اكتشاف لصوت مألوف ولكن بظلال وسمات جديدة. إن حفنة من ملح مجموعة جميلة وممتعة ومليئة بالطاقة الأنثوية من قصائد تدور حول الوطن والجسد والحب والخيانة والتفاني والفساد.
“لماذا لا نهاية
لماذا لا سبب؟
ولا رواية لقصة الانفال، منزل المطر الكيميائي،
بيت حلبجة الجريح”
إن كردستان التي تصورها أحمد هي تلك التي تشدك وتغريك من خلال تعرية جروحها وسفح دموعها لكنها تبتلعك عندما تصبح داخلها ثم تبصقك عندما تخرق المحظورات.
وهي تصور تلك التناقضات ببراعة في هذه السطور:
“كل شوكة قُتلت
كل نبتة استشهدت.
الجنازة هي وطني
والمأتم لأجل أرض تنبت، عبثا،
الزرع والشوك معا”
إن كوردستان، أرض الخراب والحنان، أرض الشجاعة والخيانة، تدعوك للعناق لكنها تلدغك حالما تكون بين أحضانها:
“وطني الحبيب، ليمونة أنت
يسيل فم العالم
بذكر اسمك
وتعتريني الرعشات”
لكن الوطن الذي عشقته كزال أحمد خذلها. لقد تحدت الحجاب وكتبت عن الرغبة في ثقافة محافظة تمنع النساء من التحدث عنها. ولقد انجذب الرجال اليها ولكن دونما التزام ، وأعجبت بها النساء ولكن من بعيد، ثم انتهت تحت ضغط الوحدة وتهديد الجماعات الإسلامية الى الاستسلام للنظام الذكوري-الأبوي والهجرة من كوردستان، وهما قراران تسببا في زعزعة صورتها عند أتباعها (قبل أن تعود الى وطنها وتؤكد حضورها السابق بقوة أكبر-المترجم).
وفي هذا الصدد يستشهد الكتاب بالشاعر الكردي الشهير عبد الله بشيو إذ يقول “الشاعر في كردستان أكثر من مجرد شاعر. هنا ليس للشاعر خيار شخصي!”
لقد كانت طريقة حياة كزال، ناهيك عن عملها الفني، موضوع نقاشات حادة في مجتمع يضيق الخيارات الشخصية للمرأة.
“قصائدي هي ما سيبقى. سيذهب الحجاب، سأذهب أنا وستبقى قصائدي. فأنا قصائدي، وكل ما عداها بعيد وقَصي”
هذا ما صرحت به كزال للمترجمة عندما التقيا في الأردن حيث كانت تعيش. أما لابروس فقد وصفت كزال بأنها جرترود شتاين الكوردية (نسبة الى الأديبة والناقدة الأدبية والفنية الأمريكية الشهيرة جرترود شتاين 1874-1946 ) وتحدثت عن نفسها وعلاقتها بكوردستان قائلة ” لقد انجذبت أولاً إلى هذه البقعة من العالم لأنها تسمي الكثير من شوارعها على اسماء الشعراء. إن كردستان هي جنة الشعراء. الشباب في كردستان مرتبطون بشدة بالشعر. إنه مقدس بالنسبة لهم. إن أية جلسة قراءة سيئة التنظيم تجذب على الأقل 200 مستمع، أما الجلسات الجيدة التنظيم فتجذب ما لا يقل عن 700 من الحاضرين!”
ترجمة وإعداد ماجد الحيدر. عن KURDISTAN24