بين خطاب الكراهية وخطاب السلم الأهلي ودور الاعلام في فترة الحرب واعادة بناء السلام في البوسنة والهرسك-سامان نوح
مدخل تاريخي
– في ستينات وسبعينات القرن الماضي، وفي ظل دولة تدار سياسيا بمركزية صارمة، وبوجود اقتصاد جيد مقارنة بالدول الاشتراكية الأخرى، عاشت شعوب يوغسلافيا المختلفة نوعا من الاستقرار، حيث لم يكن يسمح للانقسامات الثقافية والقومية والمذهبية بالظهور على السطح.
– في الثمانيات بعد وفات الزعيم تيتو (جوزيف بروز تيتو، حكم يوغسلافيا بين 1943 و1980، توفي في مايو 1980) بدأت الانقسامات والصراعات تظهر وفي نهاية الثمانينات حدث تفكك على عدة مستويات مع مطالبة العديد من الشعوب بالانفصال، حيث انقسم الاتحاد اليوغسلافي الى ست دول، وتحولت الانقسامات سريعا الى صراعات دموية في التسعينات.
– كان البعض يطالب بالانفصال وكان آخرون يطالبون بمزيد من مركزية الدولة للسيطرة عليها ومنع التفكك .. ومع استقلال بعض الدول عن الاتحاد اليوغسلافي بدأت الحروب في البوسنة والهرسك التي دفعت نحو مليون شخص من البوسنيين والكروات بصفة خاصة على الهجرة وترك مناطقهم، وكذلك فعل عشرات الآلاف من الصرب، وفي النهاية فرض المجتمع الدولي بناء دولة ذات حكومة مركزية ضعيفة تتألف من كيانين هما جمهورية الصرب وفدرالية البوسنة والهرسك.