“استيراد 451337 سيارة خلال السنوات الخمس الأخيرة” في كردستان زيادة الطلب على السيارات الأمريكية المستعملة والمستوردة من الامارات
الأهالي ريبورت/ صلاح بابان
انتعش سوق بيع وشراء السيارات المستعلمة التي تستورد من دولة الامارات الى اقليم كردستان خلال الشهرين الاخيرين بعد الغاء حكومة الاقليم لنظام ادخار الرواتب وقيامها بدفع رواتب الموظفين كل شهر تقريباً وهو ما ساهم في تحسين الوضع المعيشي للمواطنين بعد نحو خمس سنوات من المعاناة في ظل الأزمة الاقتصادية التي عاشها الاقليم.
وارتفع استيراد السيارات الأمريكية الحديثة في الفترة الأخيرة مقارنةً مع فترة الأزمة الاقتصادية في الإقليم، حيث استورد تجار ومواطنون في الاقليم ما يقدر بـ(68) ألف سيارة خلال الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام.
وكان رئيس وزراء اقليم كردستان نيجيرفان بارزاني قد أعلن في مؤتمر صحفي يوم 8 اذار الماضي عن الغاء نظام ادخار رواتب الموظفين الذي كان يستقطع نحو 30% الى 50% من الرواتب، مع تأكيده على توزيع الرواتب دون أي استقطاع كل شهر.
تحسن حركة الأسواق
وساهم القرار، الذي جاء بعد تحسن العلاقات بين حكومة الاقليم والحكومة الاتحادية والاتفاق على الموازنة الاتحادية لعام 2019، في تحسين اوضاع الموظفين بشكل خاص والذي حرك بدوره اوضاع باقي القطاعات بما فيه قطاع الخدمات، فضلا عن تحسين حركة الأسواق بزيادة حجم شراء مختلف البضائع.
ويوجد في الإقليم وبحسب الأرقام الصادر من الحكومة والجهات المعنية أكثر من مليون و250 ألف موظف حكومي، وتخصص حكومة الإقليم 850 ملياراً لدفع رواتبهم شهرياً. وساهم دفع هذا المبلغ الكبير شهريا وبشكل منتظم في انعاش الحركة الاقتصادية والاستثمارية في الإقليم خلال الشهرين الماضيين.
وبين القطاعات التي استفادت من الغاء نظام ادخار الرواتب والقيام بصرفها كل شهر، هو قطاع بيع السيارات مباشرة او بالتقسيط، حيث ازداد الطلب في الآونة الأخيرة على شراء السيارات الأمريكية المستعملة والمستوردة من دولة الامارات لرخص ثمنها وجودتها وللمواصفات الفنية العديدة التي تحملها مقارنةً مع الأنواع الأخرى.
انتعاش سوق السيارات الأمريكية
يقول كمال بينجويني الذي يعمل في أحد معارض بيع السيارات في مدينة السليمانية: “قبل بدء الأزمة الاقتصادية في الإقليم عام 2014 كان ربحنا من بيع السيارات لا يقل عن أربعة ألف دولار شهرياً إلا أنه بعد الأزمة تراجع الربح الى ألف دولار كحد أعلى في بيع وشراء السيارات”.
ويضيف بينجويني في حديثه لـ” الأهالي ريبوت ” ان المعرض الذي يعمل فيه “استورد خلال العام 2018 ما يقدر بـ700 سيارة، أكثر من نصفها مستعملة وذات وارد أمريكي، وأنه خلال الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام استورد المعرض أكثر من 300 سيارة، مئتان منها أمريكية”، عازياً السبب في ازدياد الطلب على السيارات الأمريكية المستعملة الى “انخفاض سعرها من المصدر”.
وتوقع بينجويني ان ينتعش سوق بيع السيارات أكثر خلال الأسابيع المقبلة مع “اقتراب تشكيل الحكومة الجديدة في كردستان واستمرار دفع الرواتب بشكل منتظم كل شهر والتي تساهم في تحسين الوضع المعيشي والاقتصادي للمواطنين”.
رخص أسعارها
وعن سبب زيادة الطلب على السيارات الأمريكية المستعملة في اقليم كردستان، يقول بكر هاوزين: صاحب معرض “برايان” في أربيل، ان “الطلب ازداد كثيراً على السيارات الأمريكية المستوردة من دولة الامارات خلال الفترة الماضية لرخص سعرها وأيضاً لكثرة الشركات التي تعمل في هذه التجارة، حيث تصدّر شركات خاصة تلك السيارات من أمريكا الى دول الخليج وخصوصاً الى الامارات ثم تعيد تصديرها لدول اخرى”.
وأوضح هاوزين في حديثه لـ” الأهالي ريبوت ” انه “توجد أكثر من 220 شركة متخصصة باستيراد السيارات المستعملة وتصديرها الى اقليم كردستان بعد تصليحها في دولة الامارات”، لافتاً إلى أنه “بعد الغاء نظام ادخار الرواتب وانتهاء الحرب ضد داعش ازدادت مبيعاتنا من السيارات بنسبة 30% عن السنوات السابقة”.
وأشار إلى أن أسعار السيارات الامريكية تترواح ما بين “عشرة آلاف دولار الى خمسة عشر ألف دولار وهذا ما يجعل سوقها نشطاً أكثر من الأنواع الأخرى”.
والى جانب عمل بعض كبار التجار والشركات في هذه التجارة الرائجة، فان العديد من الكسبة وصغار التجار ممن يعملون في مجال بيع وشراء السيارات في المعارض، يقومون بدورهم بالتوجه الى الامارات كل شهرين او ثلاثة للقيام بشراء بضعة سيارات مستعملة واعادة تصليحها طوال اسابيع من العمل المضني قبل ان تكون جاهزة للتصدير الى الاقليم لبيعها باسعار توفر لهم ربحا يترواح بين الف الى ثلاثة آلاف دولار على كل سيارة.
ارتفاع في استيراد السيارات
من جانبٍ آخر كشف مسؤول في حكومة الإقليم انه تم “استيراد (43575) سيارة في الأشهر الستة الاولى من العام 2017، فيما تم استيراد (62250) سيارة خلال الأشهر الستة الأولى من العام 2018، وهذا يعني ان الزيادة بلغت ما نسبته 30% من حجم استيراد السيارات”.
وأكد المصدر المسؤول في حديثه لـ”الأهالي ريبوت” انه تم استيراد (451337) سيارة خلال السنوات الخمس الأخيرة الى اقليم كردستان، وفي العام الماضي وحده تم استيراد ما يقدر بـ(130) ألف سيارة، وفي الأشهر الأربعة الاولى من العام الجاري تم استيراد (69) ألف سيارة، وهذا يعني حصول ارتفاع مستمر في عدد السيارات المستوردة، مع حقيقة ان (86%) من هذه السيارات مستعملة وأغلبها من الوارد الأمريكي وتستورد من دولة الامارات”.
بدوره يعلق الخبير الاقتصادي أكرم جمال على انتعاش سوق السيارات الأمريكية المستعملة في اقليم كردستان خلال الأشهر الأخيرة الى “الغاء نظام ادخار الرواتب والذي ساهم في زج كميات كبيرة من الأموال في الأسواق وهذا ما جعل أسعار السيارات ترتفع اضافةً الى أسعار البضائع الأخرى”.
الاستقرار الاقتصادي
وقال جمال في حديثه لـ”الأهالي ريبوت”: ان استمرار دفع الرواتب بهذا الشكل والإستقرار الاقتصادي للسوق يساهم في ارتفاع الأسعار وتوجه الناس الى شراء السيارات لاسيما ذات الموديلات الحديثة والأسعار المناسبة ومنها السيارات الأمريكية”.
وأضاف، ان التنافس في السوق الحر يكون على “أساس ارتفاع السعر من عدمه، إلا أنني لا أتوقع ان يستقر السوق بسرعة”، مشدداً على ضرورة أن “تأخذ الحكومة دورها في مراقبة حركة السوق بشكل عام لمنع ارتفاع الأسعار أكثر من الحد المطلوب وان يتم تنظيم السوق بشكل يراعي فيه الوضع الاقتصادي للاقليم والدخل المحدود للمواطنين”.
ت: س ن