أربيل تتفوق على السليمانية في عدد المشاريع وكلفة الأخيرة أكثر من الأولى*
الأهالي ريبورت/ صلاح بابان
شهد اقليم كردستان تراجعاً ملحوظاً في عدد المشاريع الاستثمارية في قطاعات البناء والصناعة والسياحة بعد الأزمة الاقتصادية التي شهدها الاقليم عام 2014 تزامناً مع تراجع أسعار النفط والحرب ضد تنظيم داعش، وهذا ما دفع العديد من الشركات الاجنبية ومنها التركية والايرانية الى ترك العمل في الاقليم والتوجه الى مناطق أخرى.
وكانت أربيل والسليمانية متقدمةً على المحافظات العراقية الأخرى في عدد المشاريع الاستثمارية بعد عام 2003 بسبب انفتاحهما السريع على الشركات الاستثمارية التي كانت تستثمر في مجالات البناء والصناعة والسياحة والصحة بمليارات الدولارات، الى جانب جاذبية قانون الاستثمار فيها، فضلا عن استتباب الامن، إلا أن المعادلة انقلبت رأساً على عقب بعد 2014 بسبب التنافر في العلاقات السياسية بين بغداد وأربيل والأزمة الاقتصادية والحرب على داعش وهو ما أدى الى ازدياد معدلات البطالة وقلة السيولة وفقدان الأجواء المناسبة لعمل الشركات الأجنبية.
18 مشروعاً في السليمانية خلال ثلاثة أعوام
وتراجع الإستثمار بنسبة عالية في محافظتي السليمانية وأربيل على عكس دهوك خلال السنوات الأربع الأخيرة، حيث نفذ 18 مشروعاً مختلفاً في السليمانية خلال الأعوام الثلاثة (2016،2017،2018) بكلفة وصلت الى (3.182.162.545) مليار دولار.
ويقول رئيس الاحصائيين الأقدم سردار كريم وهو مدير دائرة المعلومات والدراسات في استثمار السليمانية في حديث خاص لـ”صباح كوردستان” ان “(6) مشاريع نفذت بقيمة (1.312.814.185) مليار دولار في السليمانية خلال عام 2016، و (4) مشاريع في عام 2017 بكلفة (48.118.360) مليون دولار، واما في عام 2018 فكان عدد المشاريع (8) فقط بكلفة وصلت الى (1.821.230.000) مليار دولار، فيكون المجموع الكلي لعدد المشاريع (18) مشروعاً بميزانية (3.182.162.545) مليار دولار.
عدد المشاريع وكلفتها في السليمانية خلال السنوات 2016-2017-2018
السنة عدد المشاريع الميزانية أو الكلفة بالدولار
1.312.814.185 5 2016
48.118.360 4 2017
1.821.230.000 8 2018
المجموع الكلي 18 3.182.162.545
استقرار بيئة العمل يزيد عدد المشاريع
ويرى كريم ان “انتعاش المشاريع وزيادتها في أية بيئة يعتمد بالدرجة الأساس على توفير المستلزمات اللازمة لانجاحها واستمرارها اضافةً الى وجود خارطة استثمارية متكاملة من جميع النواحي بحسب القطاعات المختلفة في الصناعة والزراعة والبناء والسياحة”.
وعبر كريم عن اسفه لافتقار الإقليم لآلية التسويق لمشاريعه الاستثمارية، وهو أمر يلعب دوراً مهماً وحيوياً في نجاح المشاريع وتطويرها واستمرارها على عكس الدول التي تهتم كثيراً بهذه الأمور.
ويشدد كريم على ضرورة ان يقوم المستثمر نفسه بتقديم المشاريع الجيدة الى الجهات المختصة بالاستثمار مثل الهيئات أو الاتحادات من خلال الاعتماد على أداوته الخاصة من الطاقات البشرية والمادية والمعنوية وما يمتلكه من رأس المال وبعدها تقوم الأخيرة بمفاتحة البلديات أو الجهات ذات الاختصاص بتخصيص أراض لها لتكون جاهزة للاستثمار ولمشاريع المستثمر، مبينا أنه كلما كانت المشاكل قليلة والأرضية مناسبة والظروف ملائمة للمستثمرين يكون عدد المشاريع أكثر من ناحية العدد والنوعية وبحسب نوع الاستثمار.
47 مشروعاً في أربيل خلال ثلاثة أعوام
أما ما يخص أربيل فيقول كريم ان “عاصمة اقليم كردستان شهدت تنفيذ (11) مشروعاً بكلفة (342،695،539) مليون دولار في عام 2016، و (10) مشاريع بكلفة (382،290،058) مليون دولار في عام 2017، واما في عام 2018 وصل عدد المشاريع الى (26) مشروعاً بكلفة (1،097،234،369) مليار دولار، فيما أصبح العدد الكلي للمشاريع خلال الأعوام الثلاثة المذكورة الى (47) مشروعاً بميزانية بلغت (1،822،219،966) مليار دولار.
عدد المشاريع وكلفتها في أربيل خلال السنوات 2016-2017-2018
السنة عدد المشاريع الميزانية أو الكلفة بالدولار
342.695.539 11 2016
382.290.058 10 2017
1.097.234.369 26 2018
المجموع الكلي 47 1.822.219.966
كلفة المشروع يعتمد على نوعيته
ويعلق رئيس الاحصائيين الأقدم على زيادة عدد المشاريع في أربيل عن السليمانية مع زيادة كلفتها في السليمانية عن أربيل، قائلاً: “ليس بالضرورة ان يكون عدد المشاريع اشارة الى حجم الاستثمار، فهناك العشرات من المشاريع وفي مختلف القطاعات لا تصل ميزانيتها في بعض المرات الى ميزانية مشروع واحد في قطاع الصناعة أو البناء او القطاعات الاخرى”.
واوضح ان “أربيل تفوقت على السليمانية في عدد المشاريع خلال الأعوام الثلاثة (2016-2017-2018) إلا أن كلفة المشاريع وميزانيتها في السليمانية كانت أكثر بكثير من التي في أربيل وهذا الاختلاف يعود الى نوع المشاريع وطبيعتها في كلتا المحافظتين”.
ارقام الاستثمار في الاقليم
وبشأن الواقع الاستثماري في الاقليم منذ انطلاق المشاريع الكبيرة قبل 12 عاما، قال كريم، انه “من 1/8/2006 ولغاية 31/3/2019 وصل عدد المشاريع الاستثمارية في دهوك الى 242 مشروعاً وفي السليمانية 225 مشروعا وفي أربيل 371 مشروعاً، وصلت كلفة المشاريع في أربيل الى 27 مليار والسليمانية 17 مليار ودهوك ستة مليارات ونصف المليار دولار”.
وتابع “هنا نلاحظ انه ليس بالضرورة أن يدل عدد المشاريع الى ضخامة الكلفة كما في عدد المشاريع بالنسبة لدهوك وأربيل والميزانية المخصصة لها، فمثلاً قد تكون كلفة احد المشاريع في دهوك نصف مليون دولار، فيما تكون كلفة احد المشاريع في أربيل مليارين ونصف المليار دولار، وهذا يعتمد بالدرجة الأولى على نوعية المشروع، واذا دققنا في هذا الامر من ناحية العدد فستكون هناك قراءة وتفسير اخر، وكذلك الحال اذا دققنا في الموضوع من ناحية الكلفة سيكون التفسير والقراءة مختلفة.
عدد المشاريع وكلفتها في أربيل والسليمانية ودهوك من 1/8/2006 لغاية 31/3/2019
المحافظة عدد المشاريع الكلفة بالدولار
أربيل 371 27 مليار
السليمانية 225 17 مليا
دهوك 242 ستة مليارات ونصف
أكثر القطاعات استثماراً في الإقليم
وبالنسبة لأكثر القطاعات استثماراً في الإقليم، يقول سردار كريم انه “بحسب آخر تقرير لوزارة التخطيط وجهاز الاحصاء المركزي في الحكومة الاتحادية فان ما نسبته (48%) من المشاريع الصناعية في العراق استثمرت في اقليم كردستان، و30% من تلك المشاريع الصناعية في العراق استثمرت في السليمانية التي جاءت بالمرتبة الاولى، وبعدها تأتي قطاعات التجارة والسياحة والتعليم والزراعة”.
عدد المشاريع الحاصلة على اجازة العمل بين 2016-2018
المشاريع الصناعية السليمانية أربيل
عدد المشاريع 10 17
الميزانية أو الكلفة بالدولار 3.110.637.660 929.358.548
ازدهار الاستثمار خلال 2019
وتوقع سردار كريم ان تشهد كردستان هذا العام “ازدهاراً كبيراً في المجال الاستثماري وعلى مختلف المستويات والقطاعات، كون الظروف والاستعدادات جيدة وتبشر المستثمرين وتشجعهم لطرح مشاريع وأفكار جديدة واعادة العمل بالمشاريع المتوقفة واحيائها من جديد، في ظل وجود حركة نقدية نشطة في الفترة الأخيرة، وكما هو معروف في العالم كلما كان الوضع مستقراً كانت الحركة الاستثمارية اكثر نشاطاً وكلما كان الوضع غير مستقر تتراجع نسبة الاستثمار سلبياً”.
ويؤكد كريم ان الاقليم اذا نجح في معالجة وازالة المعوقات التي عرقلت عملية الاستثمار في السنوات الاخيرة فان الاستثمار وفي جميع قطاعاته سيشهد ازدهارا كبيراً خلال السنوات المقبلة.
ت: س ن
• نقلاً عن جريدة صباح كوردستان