دعوات لتدريس الفرنسية في مدارس الاقليم ومحافظ باريس يزور اربيل للتنسيق ودعم انجاز مشاريع خدمية
الأهالي ريبورت:
دعا القنصل الفرنسي العام في اقليم كردستان دومنيك ماس، وزارة التربية والتعليم في اقليم كردستان الى جعل اللغة الفرنسية مادة اساسية الى جانب اللغة العربية والانكليزية في منهاج التدريس الرسمية بالمدارس، في وقت تواصل فرنسا جهودها لتطوير العلاقات مع الاقليم من خلال تقديم الخبرات وانجاز مشاريع.
وقال ماس في تصريح للصحفيين، خلال افتتاح مدرسة بمنطقة “خبات” في محافظة اربيل: “نحن سعداء بقرار وزارة التربية والتعليم في حكومة اقليم كردستان القاضي بإيصال اللغة الفرنسية الى عدد من الطلاب”، مبينا انهم يساعدون وزارة التربية والتعليم في الاقليم “لتكون اللغة الفرنسية ضمن المواد التي تُدرّس في اقليم كردستان”، عادا ذلك أمرا طبيعيا.
وأضاف ماس أن “اللغة الفرنسية كانت تدرس في بعض المدارس في اربيل، ونأمل ان يتم اعتبارها رسميا ضمن مناهج التدريس مثل اللغة العربية والانكليزية، وان تكون ضمن المواد المشمولة في الامتحانات النهائية للصفوف المنتهية”.
ويرى الصحفي الكردي والباحث في العلاقات الفرنسية الكردية مصطفى سمير الجاف، ان من مصلحة إقليم كردستان تقوية علاقاته مع الجانب الفرنسي في شتى المجالات ذلك لأن فرنسا واحدة من الدول القلائل التي دعمت كردستان في جميع الظروف وتميّزت بموقفها المبدئي والثابت تجاه الكرد.
تعلم الفرنسية يشكل فرص عظيمة
وقال الجاف لـ (الأهالي ريبورت) إن الشعب الفرنسي “شعب حي ومثقف ويؤمن بالحرية وحق الشعوب في تقرير مصيرها، وقد بذل فيما مضى العديد من التضحيات في سبيل أن ينال الحرية، وقيامه بالثورة الفرنسية ضد النظام الملكي وسلطة المؤسسة الدينية خير دليل على ذلك”.
ودعا حكومة الإقليم إلى “استغلال الفرصة والأخذ بزمام المبادرة من أجل تقوية العلاقات مع فرنسا لأنها واحدة من الدول القلائل التي وفت بعهودها للكرد وبقيت إلى جانبهم في أحلك الظروف ولم تتخل عنهم، وقد بقي الموقف الفرنسي إزاء القضية الكردية ثابتاً ولا يهتز ولا يتغير بتغير المصالح كما هو الحال مع العديد من الدول التي ادعت وقوفها إلى جانب الكرد ثم تنصلت عن مواقفها”.
وأوضح الجاف أن “عدم انتشار اللغة الفرنسية بين الشباب والفتيات في كردستان يفوّت عليهم فرصة عظيمة تتمثل في تذوق روائع الأدب الفرنسي والأعمال الفنية الراقية التي تمثّل حضارة راسخة وثروة ثقافية هائلة يفخّر الجنس البشري بها لقيمتها العالية ليس على مستوى فرنسا وأوروبا فحسب بل على مستوى العالم بأسره”.
وتابع أن “اهتمام وزارة التربية والتعليم في حكومة إقليم كردستان بإدخال اللغة الفرنسية ضمن المناهج الأساسية لطلبة المدارس سيكون نقلة نوعية في قطاع التعليم بكردستان وسيتيح للطلبة والخريجين على حد سواء العديد من الفرص المستقبلية الواعدة على صعيد الفرص الدراسية أو على صعيد سوق العمل، لأن إضافة اللغة الفرنسية إلى رصيد الشباب والفتيات على اعتبارها مهارة جديدة تضاف إلى سيرتهم الذاتية، سيرفع رصيدهم في سوق العمل خصوصاً وأن مدن كردستان مقبلة على نهضة اقتصادية من خلال شروع شركات استثمارية أجنبية بتنفيذ عدد من المشاريع داخل الإقليم”.
وأضاف الجاف أن “العديد من دول أفريقيا حظيت بدعم ومساندة الفرنسيين خلال رحلة الكفاح من أجل التخلص من الفقر والجهل والمرض والعبودية، فكانت فرنسا الداعم الأساسي لتلك الدول الفقيرة ورفعت من شأنها علمياً وسياسياً واقتصادياً”، مشيراً إلى أنه “لا يمكن مقارنة إقليم كردستان بتلك الدول الإفريقية إلا أن المقصود هو لفت الانتباه إلى الصورة الإيجابية التي تركها الفرنسيون من خلال تعاونهم مع تلك الدول”.
محافظ باريس في اربيل
وفي سياق الجهود الفرنسية لتطوير علاقاته مع اقليم كردستان، زارت آني دالكو محافظ باريس، مدينة اربيل يوم الخميس الماضي.
وعبرت دالكو، التي ترأست الوفد الفرنسي الزائر للإقليم، عن سعادتها بزيارة أربيل، وقالت “ازور اربيل للمرة الثانية، وأنا أراها تعيش حالة ولادة جديدة وهي تحّث خطاها نحو المزيد من التقدم والازدهار”.
وأضافت خلال مؤتمر صحفي مشترك مع محافظ أربيل نوزاد هادي، إن الهدف من زيارتها لأربيل هو “للعمل عن قرب ومساعدة أربيل على تنفيذ عدد من المشاريع الخدمية من خلال التنسيق والتعاون مع باريس”.
وأضافت أن “علاقات الصداقة المتينة التي تربط فرنسا بالشعب الكردي ستستمر وتزدهر لأن الفرنسيين يرون أن قوات البيشمركة كان لها الفضل الكبير في هزيمة تنظيم داعش”.
من جانبه قال محافظ اربيل نوزاد هادي، خلال المؤتمر الصحفي، إنها المرة الثانية التي تزور فيها محافظ باريس مدينة اربيل، مبينا ان الوفد الزائر ابدى رغبته “باستمرار وتطوير العلاقات الثنائية بين العاصمتين”.
وأضاف هادي أن “محافظ باريس تحدثت عن العديد من المشاريع الخدمية التي ستنفذ بالتنسيق بين العاصمتين”، مبينا أن الجانبين سينسقان معا دوماً، لافتاً الى انه “يرى في محافظ باريس شبهاً كبيراً بفرانسوا ميتران الذي ساعد كردستان بشكل مستمر”.
وتعد فرنسا واحدة من البلدان التي قدمت مساعدات متكررة لإقليم كردستان ودعمت حصول الكرد على حقوقهم ضمن العراق، وهي من دفعت مجلس الامن الى انشاء المنطقة الآمنة في العام 1991 لحماية الكرد من هجمات نظام حزب البعث، وهي واحدة من الدول المنضوية في التحالف الدولي للحرب ضد تنظيم داعش.
“ع ع” و “س ن”