عدد اللاجئين من كردستان سوريا تجاوز الـ19 ألفاً المجلس الوطني الكردي: توطين نازحي إدلب في عفرين استكمال لعملية التغيير الديمغرافي
الاهالي ريبورت:
أكد المجلس الوطني الكردي في سوريا، أن توطين النازحين من مناطق إدلب التي تشهد معارك دامية منذ اسابيع، في قرى عفرين الكردية، هو استكمال لعملية التغيير الديمغرافي التي تقوم بها المجموعات المسلحة، ضد الوجود الكردي التاريخي هناك، وهي التي تمنع أهالي المنطقة الأصليين من العودة الى ديارهم.
بأتي ذلك في وقت أعلن المدير العام لمركز التنسيق المشترك للأزمات في وزارة الداخلية بحكومة إقليم كردستان، أن عدد اللاجئين القادمين من كردستان سوريا هربا من المعارك ونتيجة للاحتلال التركي للمناطق الكردية في شمال شرق سوريا تجاوز الـ19 ألف شخص.
وقال المجلس الوطني الكردي في بيان له ان المجموعات المسلحة التي “أدارت ظهرها لأهالي ادلب وتركتهم لمصيرهم المأساوي، تقوم بالعمل على توطين النازحين من مناطق إدلب في قرى عفرين استكمالاً لما يقومون به من عملية تغيير ديمغرافي ضد الوجود الكردي التاريخي هناك، وهي التي تمنع أهالي المنطقة الاصليين من العودة الى ديارهم”.
وأضاف المجلس الوطني الكردي، أنه “في الوقت الذي أدان، ويدين استهداف المدنيين من قبل اية جهة كانت، فإنه يدين بشدة استغلال معاناة النازحين من قبل بعض تلك الفصائل والمجموعات المسلحة واستخدامهم في تنفيذ مخططاتهم في زرع الفتن بين أبناء سوريا المعذبين، والإمعان في معاداة أبناء الشعب الكوردي وممارسة كافة أشكال الجرائم والانتهاكات اللاانسانية بحقّهم”.
وناشد المجلس في بيانه المجتمع الدولي والدول ذات الشأن، إلى رفض عمليات التوطين والتغيير الديموغرافي في قرى وبلدات المهجرين قسرياً من الكورد وفي أية منطقة من البلاد.
كما دعا المجلس إلى إيقاف العمليات العسكرية وحماية المدنيين في ديارهم وتوفير مستلزمات الأمان لهم، وإلى تفعيل العملية السياسية لوضع حد لمأساة السوريين جميعاً، وتحقيق الأمن والسلام في سوريا ديمقراطية اتحادية لكل السوريين.
وكانت أمانة المجلس الوطني الكردي، قد عقدت اجتماعها العام في مدينة قامشلو بكردستان سوريا، بحضور رئيسها سعود الملا، وأعضاء الهيئة الرئاسية، حيث تم مناقشة آخر التطورات في المشهد السوري عامةً وكردستان سوريا على وجه الخصوص.
عدد اللاجئين السوريين تجاوز الـ19 ألفاً
في سياق متصل أعلن المدير العام لمركز التنسيق المشترك للأزمات في وزارة الداخلية بحكومة إقليم كردستان، هوشنك محمد، أن عدد اللاجئين القادمين من كردستان سوريا تجاوز الـ19 ألف شخص.
وقال محمد لشبكة رووداو الإعلامية ان “مجيء اللاجئين من كردستان سوريا إلى إقليم كردستان مستمر بشكل يومي بسبب تداعيات المعارك”.
و وصلت أول دفعة من لاجئي كردستان سوريا إلى إقليم كردستان في 14-10-2019، بعد انسحاب القوات الأمريكية من بعض المناطق الكردية وقيام الجيش التركي وحلفائه في المعارضة السورية المسلحة بتنفيذ عملية عسكرية على المناطق الكردية في رأس العين في 9-10-2019 قبل ان تتوقف نتيجة توقيع انقرة لاتفاقين أحدهما مع الولايات المتحدة والآخر مع روسيا.
وكان الكرد في سوريا وقوات سوريا الديمقراطية التي مثلت رأس الحرب في قتال تنظيم داعش وتدميره، قد اعتبرت ان الانسحاب الامريكي المفاجيء والسريع من سوريا بمثابة التخلي عن الكرد وعدم الالتفات الى تضحياتهم في الحرب مع داعش التي خسروا فيها 11 الف مقاتل.
ومكنت الاتفاقيتان، التي كانت محل انتقاد كردي كما انتقاد العديد من اعضاء الكونغرس الامريكي، تركيا عمليا من السيطرة على شريط حدودي بطول 110 كلم وعمق 30 كلم ما دفع عشرات آلاف العوائل الكردية الى النزوح خوفا من عمليات القتل والاعتقال كما السرقة التي تنفذها المجموعات المسلحة المدعومة من تركيا وكما حصل في عفرين.
سوريا الديمقراطية مستعدة لاستقبال النازحين
ورغم كل ما تواجهه القوات الكردية في المنطقة من ضغوط، ورغم اضطرار نحو 300 الف شخص للنزوح عن مناطقهم ووصول 20 ال فمنهم الى اقليم كردستان، عبر القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، عن استعدادهم لاستقبال النازحين من مدينة إدلب التي تجري فيها معارك كبيرة ادت الى نزوح عشرات الآلاف من سكانها.
وقال عبدي في تغريدة على تويتر إن “أبوابنا مفتوحة لأهلنا في إدلب، يمكنهم التنسيق مع القوى العسكرية الإدلبية المنضوية تحت راية قوات سوريا الديمقراطية للتوجه إلى مناطقنا”.
وأضاف أن “مايحدث في إدلب جزء من مشروع أردوغان لتدمير المنطقة”، مشيراً إلى ضرورة “وضع حد للمتاجرين بدماء ومنازل السوريين، ووقف هذه الحرب المدمرة وبناء مظلة تجمع كل القوى الوطنية التي تحمي المواطنين وتحفظ كرامتهم”.
يشار إلى أن الأمم المتحدة أعلنت تشريد أكثر من 140 ألف طفل من ريف إدلب الجنوبي شمال غربي سوريا، جراء العنف المتصاعد بالمنطقة منذ أكثر من أسبوعي اثر قيام الجيش السوري بعملية لاستعادة بلدات مهمة بدعم من روسيا.
وجاء ذلك في بيان أصدره، ستيفان دوغريك، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
وذكر البيان أن “مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية لا يزال يشعر بقلق عميق على سلامة وحماية أكثر من 3 ملايين مدني في إدلب، والذين تشرد أكثر من نصفهم داخلياً، مع تصاعد العنف في الأسبوعين الماضيين”.
وأضاف أن “الأمم المتحدة تلقت تقارير مقلقة عن مقتل ما لا يقل عن 12 شخصاً، بينهم 4 أطفال جراء غارة جوية أثناء نزوحهم قرب بلدة سراقب الثلاثاء الماضي”.
وتابع أن “الظروف الشتوية تزيد من تفاقم الوضع الإنساني، وتضطر العائلات إلى الفرار من الأمطار الغزيرة ودرجات الحرارة في الليل القريبة من التجمد”.
وأردف: “يُقال إن أكثر من 100 ألف من الفارين الأسبوع الماضي يعيشون الآن في مخيمات وبمباني مدمرة جزئياً وتحت الأشجار، فيما يبيت بعضهم في العراء”.
وذكر البيان أيضا أنه وفق التقديرات الحالية، نزح أكثر من 235 ألف شخص من ريف إدلب الجنوبي منذ 12 ديسمبر/ كانون أول الجاري، بما في ذلك 140 ألف طفل على الأقل”.
أردوغان: نحو 250 ألف سوري فروا لتركيا
فيما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن زهاء 250 ألف شخص يفرون حاليا من منطقة إدلب في شمال غرب سوريا باتجاه تركيا، بسبب قصف القوات الروسية والسورية المستمر منذ أسابيع.
وتستضيف تركيا بالفعل حوالي 3.7 مليون لاجئ سوري وهو أكبر عدد من اللاجئين في العالم. وقال أردوغان إن بلاده تتخذ خطوات تواجه بعض الصعوبات لمنع عبور موجة جديدة لحدودها.
ومع تفاقم الأزمة بسبب الشتاء، قالت الأمم المتحدة إن حوالي 284 ألف شخص فروا من منازلهم حتى يوم الاثنين. ويعيش ما يصل إلى ثلاثة ملايين سوري في إدلب، وهي آخر منطقة يسيطر عليها مسلحو المعارضة في الحرب السورية المستمرة منذ تسع سنوات تقريبا.
وقال أردوغان في مؤتمر بأنقرة الخميس الماضي ”في الوقت الحالي هناك ما بين 200 ألف إلى 250 ألف مهاجر يتجهون نحو حدودنا. نحاول منعهم ببعض الإجراءات لكن هذا ليس بالأمر السهل. إنه أمر صعب فهم بشر أيضا“.
وتتعرض بلدات وقرى للقصف من المقاتلات الروسية والمدفعية السورية منذ تجدد هجوم القوات الحكومية الشهر الماضي، بالرغم من اتفاق توصل إليه زعماء تركيا وروسيا وإيران في سبتمبر أيلول الماضي لتخفيف حدة التوتر.
وقال شهود وسكان إن ما لا يقل عن ثمانية أشخاص، بينهم خمسة أطفال، قتلوا يوم الأربعاء في بلدة في محافظة إدلب عندما أطلق الجيش السوري صواريخ أصابت مأوى للأسر النازحة.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في تقرير إن مدينة معرة النعمان والريف المحيط بها باتت بحسب تقارير ”شبه خاوية“.
وأضاف ”النزوح خلال فترة الشتاء يزيد من مصاعب أولئك المتضررين أصلا، والكثير من الفارين بحاجة إلى مساعدة إنسانية عاجلة، وعلى وجه الخصوص بحاجة إلى مأوى وطعام ورعاية صحية ومساعدات غير متعلقة بالغذاء وأخرى مرتبطة بفصل الشتاء“.
وذكر أن الذين نزحوا في ديسمبر كانون الأول يتجهون إلى تركيا أو إلى مناطق أخرى بشمال إدلب أو نحو مناطق أخرى في شمال سوريا مثل عفرين والباب التي سيطرت عليها تركيا في عمليات عسكرية سابقة عبر الحدود.
وتعهد الرئيس السوري بشار الأسد، المدعوم من روسيا وإيران، باستعادة السيطرة على إدلب. وتدعم تركيا منذ سنوات مسلحي المعارضة السورية الذين يقاتلون للإطاحة بالأسد.
وقال أردوغان الشهر الماضي إن بلاده لا تستطيع استيعاب موجة مهاجرين جديدة من سوريا، محذرا من أن أوروبا ستشعر بأثر الموجة إذا لم يتوقف القصف.
وتنفي موسكو ودمشق اتهامات بقصف مناطق مدنية بشكل عشوائي وتقولان إنهما تحاربان متشددين إسلاميين يستلهمون فكر تنظيم القاعدة. لكن تقدمهما يزيد الضغط على تركيا التي لها 12 موقعا عسكريا في المنطقة.
وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار يوم الثلاثاء إن انسحاب تركيا من مواقع المراقبة العسكرية في إدلب ”غير وارد“.
س ن