“لاتقل خطورةً عن الارهاب والحرب” مع انتشارها .. حملة توعية من مخاطر انتشار المخدرات في السليمانية
الاهالي ريبورت
تتصاعد معدلات تعاطي المخدرات والاتجار بها في المجتمع الكردستاني خلال السنوات الأخيرة ما يهدد بتحوله الى مشكلة كبيرة، بعد اعتقال 160 شخصاً خلال الأشهر الستة الاولى من العام الجاري بحسب المديرية العامة لآسايش السليمانية، ومصادرة أكثر من نصف طن من المخدرات في الإقليم خلال المدة المذكورة.
وحذرت منظمة خاصة بالتنمية البشرية من انتشار تعاطي المخدرات والاتجار بها في الإقليم، مؤكدةً ان “تعاطي المخدرات والاتجار بها لايقل خطورةً عن الارهاب والحرب، فالاثنان يفتكان بالمجتمع ويهددان كيانه، ويعملان على تفكيك نسيجه الاجتماعي”.
وانتهت منظمة التمنية البشرية للتدريب والإستشارة، من حملة توعية موسعة امتدت طوال الأشهر الستة الاولى من العام الجاري، بهدف تنبيه المواطنين وتوجيههم بالإبتعاد عن تعاطي والاتجار بالمخدرات، وتسليط الضوء على أبرز سلبيات هذه الظاهرة على المجتمع وفئة الشباب بالدرجة الأولى.
السليمانية وأربيل رابعاً وخامسا على مستوى العراق
وسلط المشرف العام على حملة التوعية من تعاطي المخدرات هاوكار رفيق، في مؤتمر صحفي عقده بمدينة السليمانية الضوء على تفاصيل الحملة التي انطلقت في عدة مناطق بمحافظة السليمانية، لافتاً إلى ان “الحملة تضمنت عقد عدة سيمينارات وندوات للتوعية والحد من هذه الظاهرة التي لا تقل خطورةً عن الارهاب والحرب” وفق تعبيره.
وطالب المشرف على الحملة من برلمان الإقليم العمل بقانون رقم 50 لعام 2017 الذي تم العمل به من قبل مجلس النواب العراقي والذي يتضمن تخصيص مركز خاص لمعالجة متعاطي المخدرات بدلاً من ايوائهم في السجون، معبراً عن أسفه في الوقت ذاته ان “تحتل مدينتا السليمانية وأربيل المرتبة الرابعة والخامسة على مستوى المحافظات العراقية في تعاطي المخدرات والاتجار بها”.
اعتقال 160 شخصاً
واعتقلت قوات الآسايش أكثر من 160 شخصاً بتهمة تعاطي والاتجار بالمخدرات في السليمانية خلال الأشهر الستة الماضية من العام الجاري، بحسب المدير العام لقسم مكافحة المخدرات في المديرية العامة لآسايش السليمانية.
وقال العميد جلال امين في حديثٍ خاص لـ”الاهالي ريبورت” انه في الأشهر الستة الاولى من العام الماضي كان عدد المعتقلين بتهمة التجارة وتعاطي المخدرات “240 شخصاً إلا أن العدد انخفض هذا العام الى 160 شخصاً”.
لكن وفق تصريحات مسؤوليين امنيين فان الكميات التي ضبطت خلال الأشهر الاولى من العام الجاري اكبر بكثير من الكميات التي ضبطت في العام الماضي، ووصلت الكمية في العام الحالي الى نصف طن من المخدرات وفق ارقام رسمية.
زيادة التعاطي بين المراهقين
وكشف مسؤول قسم المخدرات في آسايش السليمانية عن “زيادة نسبة تعاطي المخدرات بين فئة ما دون سن الثامنة عشرة”، مطالباً في الوقت نفسه من برلمان وحكومة الإقليم “بالعمل على تخصيص مركز خاص لمعالجة المتعاطين للمخدرات لا سجنهم”.
وأوضح ان “سجن المتعاطين للمخدرات ليس حلاً لهذه الظاهرة الخطيرة، والعديد من المافيات الخاصة بتجارة المخدرات تكوّنت داخل السجون وزاولوا هذه التجارة بعد خروجهم من السجن”.
وسبق ان نبه مسؤولون من انتشار تعاطي المخدرات في السجون، وقال مسؤول امني ان الأمر وصل الى حد ان موقوفين او معتقلين على تهم بسيطة يتورطون بعد اسابيع من الاعتقال في تعاطي وتجارة المخدرات.
وحذر المسؤول الأمني من تحوّل الإقليم الى “ممر حيوي لتجارة المخدرات بين بلدان المنطقة، وهو ما تعمل عليه العديد من العصابات الخاصة بتجارة المخدرات بدليل الكميات الكبيرة التي تم ضبطها العام الحالي والتي وصلت الى نصف طن”، مستبعدا ان يتم صرف كل تلك الكميات في داخل الاقليم بل يتم نقلها لمناطق ودول اخرى.
داخل الجامعات والمعاهد
وأشار إلى أن العديد من “الأشخاص حاولوا نقل المخدرات الى داخل المعاهد والجامعات والترويج لها هناك الإ أنه تم كشفهم من قبل قوات الامن والجهات المعنية بعد متابعة دقيقة لنشاطاتهم”.
وسلط مدير قسم مكافحة المخدرات في آسايش السليمانية الضوء على “انتشار ظاهرة التجارة وتعاطي المخدرات بين فئة النساء”، مؤكداً انه يتم بين الحين والآخر “اعتقال بعض النساء ممن يتاجرن ويتعاطين المخدرات”.
ودعا جلال حكومة الإقليم الى تزويد الجهات الأمنية بالاجهزة الحديثة الخاصة بكشف المخدرات، وزيادة المراقبة على الاماكن التي يتردد اليها الشباب لاسيما الكافتيريات التي تعتبر مركزاً حيوياً لتجارة المخدرات وعقد الاجتماعات بين الأشخاص الذين يقومون بهذه التجارة.
مراقبة الأبناء من العائلة
كما ودعا مدير قسم مكافحة المخدرات في المديرية العامة لآسايش السليمانية الآباء والأمهات الى “متابعة أبنائهم ومعرفة طبيعة صداقاتهم، وأين يذهبون، لاسيما عندما يتأخرون الى ساعاتٍ متأخرة من الليل؟.. ومعرفة كيف وأين يصرفون أموالهم؟ فالكثير من الشباب تم اعتقالهم لأكثر من سبع مرات بتهمة التعاطي دون أن تقوم عوائلهم وذووهم بمراقبة تحركاتهم ومتابعة ما هو غير طبيعي في حياتهم”.
من جانبٍ آخر كشف مصدر مسؤول في سجن اصلاح الكبار والصغار في السليمانية عن “محاكمة ست نساء هذا العام بتهمة التعاطي والاتجار بالمخدرات”، موضحاً ان “العام الماضي تم نقل أربع نساء فقط الى سجن اصلاح الكبار والصغار بتهمة التعاطي والاتجار بالمخدرات، إلا أن هذا العام تم نقل امرأتين فقط”.