كركوك ساحة لهذه التجربة “الحماية المدنية ” وتقريب وجهات النظر بين المدنيين والقوات الامنية
بناز سعيد / الأهالي
قد يأخذ مصطلح الحماية المدنية معنى اقرب الى المصطلحات السياسية والعسكرية، لكنه في الحقيقة هو اقرب الى مفردات حقوق الانسان وجميع البنود والفقرات في معناه هي تطبيق لمفهوم الحماية المدنية التي تعني توفير الحماية لأفراد المجتمع وممتلكاتهم.
أما طبيعة ذلك المصطلح ومهامه فتبقى في تغيير مستمر حتى يمكنها مواكبة التغييرات العصرية والتكنولوجية التي تشهدها المجتمعات.
في حين تقع مسؤولية تنفيذ مهام الحماية المدنية على عاتق المواطن والقوات الامنية، حيث يحدد لها في الدول هيكلية خاصة وميزانية منفردة، كما أنّها تشمل منظومات إدارية وتقنية وعملية لضمان تطبيق مفاهيم الحماية المدنية وأساليبها بين كافة عناصر المجتمع.
وقع نظري في الاشهر السابقة على مجموعة متطوعة من محافظة كركوك تعمل في هذا المجال تسمى “مجموعة الحماية المدنية” تتالف من شخصيات قيادية ومجتمعية واكاديمية راقية تعمل بشكل علمي وموضوعي في مجال الحماية المدنية هذه المجموعة تعمل على تعزيز الثقة والعلاقة والمشاركة الجماهيرية بين المدنيين والقوات الامنية بكافة اصنافها ،وهذه المجموعة ايضا تهدف الى رفع الوعي المجتمعي لتخفيف الهوة بين المشاركة المجتمعية والقرارات الامنية التى تمس المواطن الكركوكي.
للحديث عن هذا الموضوع ولتسليط الضوء اكثر عن مهام الفريق وماهي الانشطة التى قاموا بها قامت “الاهالي ” بهذا الاستطلاع :
سيفا حكمت ناشطة مدنية من كركوك قالت: نحن مجموعة متطوعين مدنيين من مدينة كركوك ، استطعنا ان ننشأ فريق حماية المدنيين الذي يتكون من اربعة عشر ناشط و ناشطة من جميع القوميات و الاديان في محافظة كركوك، هدفنا هو تعزيز ثقة المواطن المدني بالمؤسسات الامنية و القوات العسكرية و خلق روح الحس الامني للمواطن الكركوكي لان وجود القوات العسكرية والامنية في المنطقة يخلق الامان و السلام في نفوس الجميع، و انا كمواطنة عراقية و من ديانة مسيحية أرى انه من واجبي و شرف لي ان اخدم بلدي واكون جزء من هذا الفريق الذييهدف الى خدمة ابناء ذلك الوطن الواحد .
اما د.صلاح عريبي العبيدي استاذ جامعي و هو احد المتطوعين مع الفريق قال:” نشأت الحماية المدنية عام 1931 عندما قام الطبيب الفرنسي جورج سان بول بأنشاء جمعية”رمشارف جنيف” في باريس حيث كان هدفها تكوين مناطق محايدة بعيدة عن المناطق العسكرية و الحروب يلجي اليها المدنيين هربا من نيران تلك الحروب، و يعتبر 1مارس هو اليوم العالمي للحماية الوطنية، و نظرا لأن العراق مر بحروب مختلفة خلال الاعوام السابقة، و ضرب الأرهاب مختلف مفاصل الحياة فيه و كان المدنيون و لاسيما النساء و الاطفال في مقدمة ضحايا ذلك الصراع العسكري بين القوات الامنية و الجماعات الأرهابية، و لم يقتصر الامر على ذلك بل كان هناك انتهاكات حتي من قبل بعض القوات الامنية ومن اجل كل ذلك شكلنا فريق “حماية المدنية” الذي يتكون من مجموعة شخصيات كركوكية و من مختلف القوميات من اجل المساهمة في توفير الحماية للمدنيين و الحفاظ على السلم المجتمعي و ترسيخ العلاقة بين المواطنين و القوات الامنية من اجل نبذ ألارهاب و التطرف و نشر ألامن و الاستقرار في مدينة كركوك “.
و ايضا الناشطة بركل من القومية التركمانية اكدت على ان :”هدف الفريق الاول هو العمل على مد جسور التعاون بين المواطنين ومن كافة القوميات في كركوك و ترسيخ الثقة بينهم وبين القوات ألامنية وتذليل جميع المعوقات ألتي قد تتسبب بحدوث توتر وزعزعة في أمن كركوك خاصة بعد دخول ما يسمى بـ”داعش” الى العراق والذي كان السبب الرئيسي في انعدام الثقة بين المواطن والقوات العسكرية في كركوك، ويضيف : نحن كفريق متطوعين في “الحماية المدنية” نعمل جاهدين لخدمة محافظتنا من خلال ترسيخ مبادئ التعاون و السلام داخل المنطقة”.
حميد مجيد الطالباني وهو احدا اعضاء الفريق ايضا اشار بالقول :”كركوك من المدن العراقية التي تم استهدافها من الارهابين عدة مرات وبسبب تلك الاعمال الارهابية ودفاعا عن المنطقة مارست قوات حكومية متنوعة متواجدة على الحدود وداخل المحافظة وبالتعاون مع مواطنين غير متدربين عسكريا بعض التصرفات الغير حضارية بعضها كانت بالكلام واخرى بالفعل وذلك بهدف مساندتهم للقوات الامنية المتواجده في ذلك الوقت فقط من اجل التخلص او تحجيم “داعش” وهنا اصبح شرخ بين المواطن والقوات المرابطة، فجاء دورنا لتقريب وجهات النظر وتعزيز روح التعاون والتواصل بين المواطن و والعسكري او الشرطي او اي عنوان لقوه حكومية من اجل حماية المحافظة “.