2024-11-28

قصيدتان للشاعر بختيار علي (ترجمة: ماجد الحيدر)

2

(1)
(الشعراء يدخلون الجحيم )

الشعراء يدخلون الجحيم
كما يدخل القتلة واللصوص
كلهم، كلهم، للجنان!
نحن مثوانا الجحيم
وكل الذين لا يفقهون المواجع
طريقهم، يا للأسى،. مفروش للجنان!
الفارون من الجحيم يحسبون النعيم في الجنان
لكن سعادتنا في الكتب التي
نقرأ معا رمادها،
في تلكم الحروف المحروقة التي
أبدا لا تستحيل لنا الى كلمات.

لا. لا يذهب الشعراء للجحيم
الله يأخذهم اليها
ولم لا يفعل؟
لا الملائكة ولا البشر بقادرين
أن يقرأوا النار.
نحن فقط من يجيد
قراءة النار وكتابتها!

الشعراء يدخلون الجحيم
حيث ابتداء القصائد كلها
ما الايقاع سوى النار التي
تضطرم في قلوبنا
ما الوزن سوى
أن نستعين باللهيب
كيلا نهوي الى القاع.
والنار لولاها ما استطعنا
أن نرى حقيقتنا
وهيهات.. من أين لنا بالمرايا
سوى في الجحيم!

علينا أن ندخل الجحيم
لولاها لن تفتح أبواب أرواحنا
لولاها مادت بنا الجدران
هلمّي يا صديقتي اليها
فهناك صادق الكلمات
هلمي اليها فأنني أرى الجنة من بعيد
صامتة خاوبة
لا تصدح فيها قافية!

(2)
(تعالي نتأمل الجلال)

جليلة هذه النجمة التي
تسع كل ذا الضياء.
كبيرة قطرة الماء هذي
إذ تعرف، على صغرها،
أنها ابنة البحر.
عظيم ذا الشعاع الهائم منذ القدم في السماء
ولم ينس الشمس للآن.
جليل ذا الحقل الذي لو أثمر
لامتلأ بتفاح لا مرئي.
كبير ذا البرعم الذي لو نضج
لامتلأ بحديقة لا محكية.

تعالي صديقتي نتأمل الجلال
في وريقة عشب
ملآى بورد الزوابع
بأنفاس العواصف الحزينة
تعالي نتأمل جلال حمامة
طافح قلبها بالأحراج
بطلقات مباغتة
بتحليق مفاجئ

لكن الموت يا صديقتي
أعظم من كل شيء
وإذ تحين فرصتنا
كي نستحيل وردا
كي نستحيل غماما
كي نستحيل ماءً
وإذ نكتظ بعطر العشق
بموسيقى النور
إذ نتخم بالجمال
يقف على رؤوسنا..
ينادي مثل أم حنون:
هلموا لأحضاني.. هلموا لأحضاني..
قد قضيَ الأمر!