2024-11-28

قصص صلاح الدين دميرتاش.. الأمل الذي لا يتزحزح بالغد

6

ليس من السهل أن تكافح لتبقى إنسانا كل يوم في خضم ألم يصعب عليك الحديث عنه، وعواصف غير متوقعة وتقلبات قدرية قاسية، أو وسط لحظات تراجع نتخلى فيها بإرادتنا عن حقنا في العدل والمساواة
سامان نوح/ الأهالي ريبورت
حين تقع عيناك على لوحة بسيطة أو صورة أو تستمتع إلى عبارة ما أو كلمات أغنية حانية أو نغمة موسيقية، تلامس بداخلك جرحا لا أمل في شفائه، يصبح إدراكك في مواجهة صدمة، حدث ذلك منذ ان شاهدت تلك اليد تمتد من القضبان الحديدية لنافذة الزنزانة، سجين لا يسعني رؤية تفاصيل وجهه، مجرد يد تمتد من خلال القضبان وتصب مياها زرقاء صافية تتدفق من حفرة داخل جدار السجن إلى الخضرة والزهور والأنهار والفراشات والطيور والشمس والسماء بالخارج لتشمل بالبركات كل ما تلمسه.
بهذه الكلمات تمهد الكاتبة التركية اسراء يالازان، لعرضها للمجموعة القصصية للسياسي الكردي صلاح الدين ديمترتاش، زعيم حزب الشعوب الديمقراطي، ثالث اكبر حزب ممثل في البرلمان التركي، والقابع في السجن منذ نحو ثلاثة اعوام بتهم “دعم الارهاب وتحقير الأمة والدولة والمؤسسات في تركيا”.
تقول يالازان: يرسم الفنان مراد إيبيك صورة لصلاح الدين دميرتاش وهو يمد ذراعه إلى العالم بعد أن بات ألمه، بل حتى وجوده، نسيا منسيا، لكنه وجود يتجسد بقوة من خلال تواضعه.
تقول الكاتبة :”كان دميرتاش يقبع في السجن حين عرف القراء بأمر أولى مجموعاته القصصية والتي حملت عنوان (الشفق)، وفي أحد معارض الكتاب، وقعت أنا ومعي مجموعة من الأصدقاء الروائيين كتبه بالنيابة عنه، كان الأمر بالنسبة لي بمثابة مناسبة حفل توقيع كتاب لا يمكن نسيانه. وبعد ذلك، كتبت إليه أرسم له صورة ما جرى في ذلك اليوم.لو أنهم حقا استطاعوا إدخال الخطاب إليه وليس مجرد إخباره بأن 150 ألف نسخة من كتابه قد طبعت في غضون أشهر قليلة. فما دفعني لأكتب إليه عن تجمع قراء قصصه فقط كان محاولة مني لجعله يقرأ الخطاب في السجن ويشعر بسحر كلماته التي لن يحصل مقابلها على أي شيء”.
وتضيف:”لقد قرأ دميرتاش ذلك الخطاب، و شعر بما أردت إيصاله إياه؛ ولقد فهمني. لقد شعر بقيمة كل لحظة أحسّ فيها الناس بكفاحه ونضاله، وبكلماته. هكذا ببساطة فهم الأمر. واليوم، حين قرأت قصصه الجديدة لاحظت كيف تعزز هذا الشعور بداخله وكبُر”.
ونشر ديمرتاش مجموعته القصصية الأولى “الشفق – سحر” والتي كتبها وهو في المعتقل، في العام 2017 وحققت نجاحًا هائلًا؛ حيث ترجمت إلى 14 لغة، وبيعت الطبعة الأولى من النسخة الأصلية فور صدورها.

لا يختفي الشر لكن الأمل يكبر وينمو
وتتابع الكاتبة:”تصل الكتابات أحيانا عبر أيد حانية لكيلا تبقى أي مشاعر ألم دون أن يشعر بها أحد. تصل معاني كلماته إلى كل من يحتاج إليها لتذكرهم بأن الحياة تستحق الكفاح رغم كل ما فيها من مرارة. حين تتدفق القصص في مساراتها الملتوية وعبر بعض المنعطفات، فإنها تصبح كالبسمة على شفتي امرأة جميلة اختارت أن تسدل فوق الموت ستارا. تصبح كالنسيم الآتي من بعيد. ببساطة لا يختفي الشر، بل يكبر الأمل وينمو”.
ثاني كُتبِ دميرتاش “دوران” التي انجزها وراء قضبان السجن، يُستهل بقصة عنوانها “جون أولور ديرفان دونير” وهو مثل تركي يمكن ترجمته الى “هناك دوما ضوء في نهاية النفق” وهي مقولة يحتاج إليها كل من يواجه الظلم ليتذكر أنه منتصر يوما ما لا محالة حين يعود إليه حقه ويتبدل مصيره وتتغير حياته. وتعني “دوران” بالعربية “تداول” أو “تبدل”، وهو فعل ينطبق على المصير أو الثروة أو الحقب الزمنية.
تقول يالازان: “في كل سطر من السطور، يمكن تلمس الأمل وقد أضفى روحا خاصة على كل ما في الكتاب من مشاعر؛ فالكتاب رغم كل شيء ينبض بالتفاؤل. إن في تعبيرات الإنصات والإدراك والمشاهدة ردا بليغا يحمل في طياته البهجة والحزن في مزيج ملؤه التسامح. ومن خلال راوٍ مختلف لكل قصة، يمكننا أن نلمس ما تفعله الأيام بقسوتها ويمكننا أن نتتبع كيف تشفى الروح. لا تتكرر الحالات الإنسانية بالطريقة المألوفة. فالكتاب يظهر لنا أشعة رقيقة من الضوء لا يمكن للعين أن تخطئها في الظلام، ومعها تحمل آفاق التغيير”.
لا يمكن أن نغفل في مجموعة “دوران” ثراء الروايات والميل لطرح تفاصيل وصفية للذاكرة المرئية ففي القصة الأولى، نرى سالم ممثل الادعاء وهو في طريقه نحو قرية جبلية. ذكريات موت ابنه في حادث تعيد إليه مشاعر الخزي والذنب التي حاول لسنوات التصدي لها. وبعد أن مرت 25 سنة، يقف سالم أمام نفسه وأمام ضميره لدى عودته إلى القرية التي شهدت بداية عمله في الادعاء وهو في مقتبل شبابه. يعرض سالم الأشياء التي تقع عليها عيناه على طول الطريق ويوضح الطبيعة التي لم تتغير.

التفاصيل الوصفية
نقرأ في المجموعة: “لقد فكر في الأشياء التي قام بها من أجل الدولة ومن أجل الأمة، والأشياء التي حاول في الواقع القيام بها”. “حين أمعن النظر، كان بوسعه رصد موضع كان موقعا لعيادة عامة وقد شيد في موقعها مستشفى أفضل”. “إلى جوار المستشفى الجديد يقع مقر قوات الدرك وقد كُتب على مدخلها “كل تركي يُولد جنديا.” “كان ممثل الادعاء القوي، ذلك المحامي الشجاع، يواجه صورة ديرفان وينصت إلى أحد الشهود غير قادر على التحرك.”
في أحد منازل القرية الجبلية حيث حل ممثل الادعاء الشاب حينها ضيفا، تطلع سالم إلى أشياء من الماضي كان قد أهال عليها التراب، الكابوس الذي اجتهد لإخفائه.
ويعدد الراوي في الكتاب كيف أن حسن سورجوجو، والد الصبي الذي مات من التعذيب، قد ظل يبحث عن العدالة لابنه طيلة 25 عاما. ربع قرن بعد قرارات عدم الملاحقة والأنباء المتداولة في الصحف عن الحادث. ربع قرن من الصمت.
تمضي القصة لتصف السبب وراء موت ابنه، وكيف كان ممثل الادعاء واحدا ممن اختصمهم الأب المكلوم في شكواه بعد الحادث.
بعد فترة، أصبح سالم كبير المدعين ومن ثم تم تعيينه في مكتب المدعي العام. لم يتوقف طيلة حياته عن تحقيق مكاسب للدولة قبل أن يتحول إلى ممارسة المحاماة بعد تقاعده حيث أصبح من أشهر المحامين الذين يتولون قضايا المناقصات العامة، وهي قضايا جعلت منه ثريا بعض الشيء.

الأمل والتوقع
تقول الكاتبة يالازان، في عرضها للمجموعة: “لا شيء من كل هذا سيبدو غريبا بالنسبة للقراء في تركيا. إن “دوران” قصة تظهر المسافات الشاسعة بين البشر في المجتمع؛ وضمير كل منهم وإحساسه بالعدالة. تمضي أحداث القصة بالتوازي مع أحداث تعرضنا لها على مدى سنوات وسنوات، فهي لا تستمد قوتها من التفاصيل المألوفة، بل من نجاحها في حلحلة عقدتها الدرامية”.
وتضيف :”مع توغلنا داخل هذا العالم، ورغم الألم الذي يشعر به “الآخرون” الذين يسعون وراء حقوقهم، سواء كانت الحقوق معنوية أو قانونية أو إنسانية، هناك دوما رغبة في أن يبقى الإنسان إنسانا. وبعنوان فحواه هي هذه العبارة نفسها “أن يبقى الإنسان إنسانا”، يقفل الكتاب صفحاته على عجلة الأحداث”.
وتتابع: في رواية “من الألف إلى الياء” للمؤلف جون برجر، وهي رواية تتألف من أحرف خطابات كانت تُرسل إلى مساجين، تكتب عايدة إلى حبيبها القابع وراء القضبان. تقول “هناك فرق بين الأمل والتوقع. في البداية، صدقت بأن الأمر ليس سوى مسألة وقت، وبأن الأمل في الانتظار وإن كان بعيدا بعض الشيء. لكني كنت مخطئة. التوقع شيء ينتمي للجسد، بينما الأمل رفيق الروح. هذا هو الفارق. كلاهما يكمل الآخر ويثير شجونه ويواسي أحزانه، لكن لكل منهما حلما مختلفا.”
وتشير الكاتبة الا انه “حتى في أكثر تلك القصص ظلمة ووجوما، تجد ميلا لرفض أساليب السيطرة والقمع والخداع من خلال التمسك بالأمل الذي لا يتزحزح. كيف لنا أن ننسى أن تلك القصص قد كتبت في زنزانة رغم ما فرضته السلطات من رقابة وراء أسوار عالية. قصص كتبت بمعزل عن اليأس، قصص ترسم على شفتي القاريء ابتسامة تشي بحلم ملؤه البهجة والتواضع والرغبة في الحياة”.

داخل السجن وخارجه
وتتساءل الكاتبة ان كانت قصص دميرتاش التي تثير شجونها تارة وبهجتها تارة أخرى، ستحمل كل هذا القدر من المرارة لو كان حرا غير سجين، وتجيب: “أظنها ستفعل، فبغض النظر عن الملابسات، يعرض دميرتاش نفسه كشخص أصيل شجاع وأمين”.
ومن ذلك المنطلق، ترى يالازان انه “لا يمكن القول إن الإقبال الشديد على كتبه ترتبط بشكل مباشر أو حصري بوضعه السياسي. من الطبيعي أن دميرتاش كان سيرغب في كتابة القصص التي سمعها بالنظر لحياته كمحام ومدافع عن حقوق الإنسان وكسياسي بل وحتى كمواطن عادي، هذا بخلاف كل ما عاشه وكان عليه شاهدا في أسفاره. إن هويته كاملة تتجسد في قدرته على تبسيط الواقع الخشن للحياة من خلال مزجها بروحه المرحة”.
وترى يالازان ان “المنهج الثوري” لدى ديمرتاش يتجسد في قصة “اللص”. نقرأ فيها: “وكأنني لا أقوى على النهوض والذهاب إلى أي مكان. أشعر وكأني أقضي الوقت مع يلدا لكي نصبح أصدقاء. هم فقراء لأنهم ثوار أو قد أصبحوا ثوارا لأنهم فقراء فعلا – لا أعرف أين الحقيقة فيهما، لكني على ثقة من أن للفقر هنا دورا.”
تعرض القصص لجوانب مختلفة من الفقر المدقع والكفاح وتبيّن ظلا من الحزن الصامت للغارقين في غياهب بحور اليأس ومن تعتصرهم وخزات الحب والبهجة العابرة والندم والفرص الضائعة والاختلاف حيال مشاكل المجتمع ومؤسسات الجريمة التي تتغلغل داخل النظام. وتكشف القص حياة العمال الموسميين، وتظهر الانتقادات التي تطال الحياة الحديثة في مواجهة الطبقة الوسطى وتسلط الضوء على الفارق بين الأخلاق والرأسمالية.
تقول الكاتبة، انه يمكنك من خلال تلك القصص أن “تلمس القبول بحتمية الموت وطقوس الحداد، والعلاقة الحقيقية بين الإيمان والعدالة، وتدلك على فضيلة كتمان الأسرار، وتمدك بأفكار عن التطهر وصلاح القلب”.
يذكر ان صلاح الدين ديمرتاش، يواجه عشرات القضايا السياسية، التي تهدد بابقائه في السجن لفترة تصل الى 142 عاما، بحسب بعض القانونيين في تركيا.

الكفاح لتبقى انسانا
في قصة عنوانها “جمال المقاومة”، يعمل مدرس فيزياء سائقا لحافلة أجرة لعجزه عن الحصول على وظيفة في التدريس. وبسبب خشيته من الأساليب الملتوية للسلطات، يبدأ في سرد قصة حب فاشلة عاشها بهذا السؤال: “قد لا تفعل في حياتك أشياء تثير فخرك. لكنك وأنت تعترف لنفسك بهذا، فإنك على الأقل لن تتضايق أو تحزن حين تفكر بها. لكن كيف سيكون شعورك إن فعلت العكس وفكرت في أشياء فعلتها وتثير بداخلك شعورا بالعار؟”
تقول الكاتبة: بداخلي يقين بأن هذه القصص التي تنكأ جراحا دفينة في المجتمع تثير كذلك سؤالا في غاية الأهمية عن إمكانية تقييمها بقياس ما نعيشه في حياتنا اليومية. حين نتعرض إلى “شر منظم” كل يوم، فإن الترياق الملائم لشعورنا بالعار هو أن نكرر على أنفسنا هذا السؤال مرة وراء أخرى؛ لعل الأمل يكون ترياقا صالحا أيضا.
وتضيف: ليس من السهل أن تكافح لتبقى إنسانا كل يوم في خضم ألم يصعب عليك الحديث عنه، وعواصف غير متوقعة وتقلبات قدرية قاسية، أو لحظات تراجع نتخلى فيها بإرادتنا عن حقنا في العدل والمساواة… لا يكفي أن تظل على قيد الحياة، عليك ان تحفل بالأمل.
وتشير يالازان، إن قصة “أن يبقى الإنسان إنسانا” هي الوحيدة في قصص المجموعة، التي تتناول مأساة حديثة وأحداث معاصرة، وتروي القصة حكاية جيمشيد الذي انتقل من حي الجزيرة (في جنوب شرق تركيا) إلى برودوم بحثا عن عمل؛ وعن مقتل أصدقائه حين فرض حظر تجول على مدار 24 ساعة وفي ظل عمليات أمنية ضد مقاتلين أكراد في مسقط رأسه.
من خلال تلك القصة تتكشف حقيقة مؤلمة: “بعض الأشخاص حوصروا في أماكن صغيرة في عمارات سكنية.. وأُحرقوا ولم يتم التعرف على جثثهم إلى بعد مرور أشهر بعد اختبارات الحمض النووي لإثبات هوياتهم ليتسنى لعائلاتهم دفن جثامينهم”.
تقول الكاتبة التركية: “بهذه الطريقة، أصبح الموت أمرا عاديا. الأكثر إيلاما من الموت كان الصمت السائد في بقية البلاد وفي بقية العالم.”
وتضيف :”رغم صمت العالم بأسره، فإن المؤلف يعثر على حقيقة بسيطة ووجودية في الحل، فيقول ديمرتاش في مجموعته “سواء كنت نصف إله أو مجرد شخص مقموع، فأنت كذلك إنسان من بني البشر تملك القدرة على أن تظل إنسانا. أولئك الذين نجوا من الحرق في الأقبية، وأولئك الذين لم تتحرك أفئدتهم حزنا على من أحرقوا في الأقبية، هل يمكن أن يطلق عليهم وصف إنسان؟ لقد سبح إلى الشاطئ بثقة كبيرة، ظلت المشكلة دوما في أن يظل المرء على إنسانيته حتى لو أحرقت جثته في قبو في حي الجزيرة.”
وترى الكاتب انه ليس من قبيل المصادفة أن تكون هذه القصة خاتمة المجموعة: “حتى الكلمات قد نال منها التعب. وكأنما أراد المؤلف أن يتوقف هنا ويلتقط نفسا عميقا قبل أن يكتب القصة التالية أو الكتاب التالي.”
وتخلص الكاتبة الى القول:”رغم ما بها من مفارقة حادة، فإن “دوران” قصة تسهل قراءتها على كل ما فيها من قسوة. من خلال بصيص الأمل، يتذكر القاريء أن التضامن المجرد أمر ممكن، وأن الكتابة والفن بوسعهما المساعدة على المقاومة، وأن كل يوم جديد يمكن أن يأتي بالرحمات.هي رؤية رصينة لتقلبات الأمل – للأفضل أو للأسوأ – في بيئة خصبة”.
وتلفت يالازان في عرضها للمجموعة القصصية الأخيرة للسياسي الكردي المعتقل صلاح الدين ديمرتاش، ان الإهداء الذي كتبه دميرتاش لمجموعته يظهر كيف أنه يستند إلى إيمان راسخ يجعله يقبل المخاطرة ودفع ثمن دفاعه عن الحريات وعن القانون وعن العدالة. يقول في الإهداء “إلى اثنين من المكافحين المخصلين اللذين أمضيا 17 عاما من حياتهما وهما يتنقلان وراء أبنائهما في السجون والمحاكم: إلى أمي وأبي.. لكما مني كل التقدير والعرفان.”
وحصل دميرتاش في العام 2019، على جائزة “مونتلوك” Montluc الفرنسية للنضال والحرية عن أول مجاميعه “السَّحَر” وهي جائزة سنوية تمنح للأعمال الأدبية والمرئية والسمعية والمبادرات التي تسهم في إعادة إثراء قيم مثل النضال والحرية، وذلك بهدف إحياء ذكرى النضال الفخري ضد الاحتلال النازي. وفاز دميرتاش بالجائزة في فئة الأدب متفوقاً على شخصيات مثل روبرتو سافيانو ورنا أحمد وعلاء الأسواني وماري فلور البيكر. وتضم “السَـحَـر” 12 قصة تحكي الواقع المظلم للمجتمعات، لكنها لا تدعك تستسلم لليأس بل تحث على الإمساك بالأمل. إنها مجموعة من القصص تمزج بين الحب والفكاهة والطموح والسياسة، وتعكس صرخة مشاعر في وجه الظلم والألم.