ربيع كردستان الممطر بين تحسن الكهرباء وخطر الفيضانات
الأهالي ريبورت:
شهدت مدن إقليم كردستان وغالبية مدن العراق موجة أمطار وسيول جارفة خلال الاسبوعين الماضيين تشكلت نتيجة منخفضات جوية قادمة من البحرين الأحمر والأبيض المتوسط مصحوبة بعواصف رعدية، ما أدى إلى غرق العديد من القرى والمناطق في عدة محافظات، في ظل مخاوف متزايدة من ان يؤدي ارتفاع مناسيب الأنهار إلى حدوث فيضانات.
ومع التهديد المستمر للفيضانات، خاصة مع امتلاء معظم السدود في العراق بما فيه سدي دوكان ودربنديخان، أعلنت وزارة الكهرباء بكردستان أن معدلات إنتاج الطاقة الكهربائية في الإقليم قد بلغت مستويات قياسية، مشيرة الى أن معدلات إنتاج الطاقة الكهربائية وصلت إلى 3600 ميغاواط.
وقالت الوزارة في بيان حصلت (الأهالي ريبورت) على نسخة منه، إنه “بسبب معدلات الهطول الكبيرة وارتفاع منسوب المياه خلف سدي دوكان ودربندخان، زادت نسبة تصريف المياه عبر السدين، وبالتالي بات بالإمكان تشغيل كافة الوحدات الكهرومائية لتوليد الطاقة الكهربائية”.
ارتفاع في انتاج الكهرباء
وأوضحت الوزارة، أن “معدل إنتاج الطاقة الكهربائية في سد دوكان بلغ 280 ميغاواط، فيما بلغ في سد دربندخان 240 ميغاواط، لتصل معدلات إنتاج الطاقة الكهربائية في إقليم كردستان للمرة الأولى إلى 3600 ميغاواط”، مشيرة إلى أنه “وبسبب تشغيل كافة الوحدات الكهرومائية لتوليد الطاقة الكهربائية ارتفعت ساعات التجهيز بالكهرباء الحكومية إلى 16 ساعة في اليوم”.
من جانبها قالت المديرية العامة للكهرباء في محافظة السليمانية في بيان، انه بعد ارتفاع نسبة مياه الامطار المخزونة داخل سدي دوكان ودربندخان وارتفاع نسبة الاطلاقات المائية، تمكن العاملون من تشغيل جميع وحدات التوليد الكهربائية في محطتي السدين، ما أوصل الانتاج في سد دوكان الى 280 ميغاواط، وفي محطة دربنديخان الى 240 ميغاواط لأول مرة منذ سنوات طويلة.
انقطاع مياه الإسالة
وبينما كان ارتفاع مناسيب المياه وإطلاقاتها في السدود سبباً في تحسن إنتاج الطاقة الكهربائية في عموم مدن إقليم كردستان، كان الأمر ذاته سبباً في انقطاع مياه الإسالة عن أغلب أحياء مركز مدينة السليمانية، فقد اعلنت مديرية ماء محافظة السليمانية، نهاية الاسبوع الماضي، أن أغلب أحياء مركز المدنية اضافة الى اقضية ونواحي شهدت انقطاعا لماء الاسالة.
وذكرت المديرية في بيان انه “بسبب امتلاء مشروع ماء دوكان – السليمانية بالمياه فان الخط الثاني منه قد توقف”، مبينا انه “بسبب توقف ذلك الخط فان اغلب الاحياء في مدينة السليمانية واقضية ونواحي “جمجمال”، و”شورش”، و”التكية”، و”بازيان” و”بيرة مـگرون”، و”الليي” ستشهد انقطاعا في تزويدها بماء الاسالة”.
يذكر أن سد دوكان تم تشييده في عام 1959 كأول سد على مستوى العراق، وامتلأ خزان السد تماماً للمرة الثانية في تاريخه بعد ان امتلأ للمرة الأولى في عام 1988 أي منذ 31 عاماً، إذ يستوعب خزان السد سبعة مليارات متر مكعب من الماء وقد اجتازت المياه المتجمعة في سد دوكان الحد الأعلى ما يسمح بتدفق المياه عبر المسيل القمعي.
وقال مسؤولو السد إن جميع الاستعدادات قد اخذت من اجل منع وقوع الاضرار من مسألة امتلاء السد بالمياه، مؤكدين عدم وجود اية مخاطر بهذا الصدد، مطالبين المواطنين بالابتعاد عن اطراف البحيرة وعن مجرى تدفق المياه بسبب ما يمكن ان يشكله من خطورة.
بينما دعت قائممقامية قضاء دوكان التابع لمحافظة السليمانية، الجمعة الماضية، جميع المواطنين إلى عدم الاقتراب من السد بعد زيادة الاطلاقات المائية فيه وارتفاع مناسيب مياه الزاب مقارنة مع الايام الماضية.
وقد ادى ارتفاع منسوب المياه الى قطع طريق دوكان السليمانية بعد ان اغرقته المياه، وحذرت الجهات المعنية المواطنين من محاولة استخدام ذلك الطريق.
اجراءات وتحذيرات
ويخشى مواطنون أن يؤدي استمرار هطول الأمطار على مدن وقرى إقليم كردستان، الى ارتفاع أكبر في مناسيب المياه وحدوث فيضانات كبيرة قد تقود إلى كارثة طبيعية وتسبب خسائر مادية وبشرية قد تغطي على الفوائد المتحققة من هطول الأمطار. وكانت آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية قد تضررت نتيجة الأمطار.
وقال المهندس المدني سرود توفيق لـ (صبـاح كوردستـان) إن “البنية التحتية للقرى والمدن الصغيرة الواقعة في أطراف محافظات إقليم كردستان لا تتوافر بها شروط المتانة والأمان الكافية لمقاومة الفيضانات وفي حالة حدوث أمر كهذا لا قدّر الله فإنها ستغرق وتنهار بسرعة كبيرة مما قد يؤدي إلى غمر المدن الكبيرة بالمياه في ساعات معدودة”.
وأوضح توفيق أن “إدارات السدود طمأنت المواطنين من أن ارتفاع مناسيب المياه لن يؤدي إلى حدوث فيضانات كبيرة إذ يمكن تصريف المياه مع فرصة تناقص هطول الأمطار خلال الأيام القليلة المقبلة وهذا ما متوقع وفق هيئة الأرصاد الجوية التي توقعت انحسار تأثير المنخفضات الجوية التي سيطرت على أجواء كردستان على مدى الأسابيع الماضية”.
واعرب عن أمله في أن “تقوم الجهات المعنية ببذل الجهود الكافية من أجل الاستفادة من كميات المياه المخزونة في السدود ليستفيد المواطن منها خلال فصل الصيف الحار الذي عادة ما يشهد شحة في توفير مياه الشرب وإنتاج الطاقة الكهربائية سواءً في إقليم كردستان أو على مستوى مناطق العراق الأخرى”.
من جانبها ترى السيدة خلود الفياض وتعمل في قطاع المصارف الأهلية، ضرورة التزام المواطنين بتعليمات الجهات المختصة ومتابعة نشرات الأنواء الجوية عبر تطبيقات الهواتف الذكية أو عبر وسائل الاعلام من أجل اتخاذ القرارات المناسبة وعدم الخروج غير المبرر عند هطول الأمطار الشديدة تجنباً لوقوع حوادث من أي نوع.
وقالت الفياض لـ (الأهالي ريبورت) إن “أشهر الربيع في كردستان عادةً ما تشهد قيام المواطنين برحلات سياحية ولكن تساقط هذه الكميات الهائلة من الأمطار منذ أعياد نوروز وحتى الآن منعت الكثير من المواطنين من الاحتفال بأجواء الربيع وجعلت التنقل على الطرقات الجبلية المؤدية إلى الأماكن السياحية أمراً خطيراً في بعض الأحيان بسبب انخفاض مستويات الرؤية أثناء هطول الأمطار وحدوث الضباب فضلاً عن وجود انهيارات صخرية قد تؤدي إلى أغلاق الطرق بالكامل”.
وأوضحت أن “التزام المواطنين بتعليمات الجهات المختصة عندما تدعوهم إلى عدم الاقتراب من أماكن بعينها ومتابعة حالة الطقس أولاً بأول سيسهم بقدر كبير في خفض نسبة الحوادث بأنواعها سواء المرورية أو حالات الغرق والصعق والحرائق الناجمة عن التماس الكهربائي بسبب تعرض الأسلاك للرطوبة الزائدة من جراء الأمطار والتي تشكل خطراً لا يمكن الاستهانة به”.
ت: س ن