الأغنية العراقية تعيش اليوم أزمة الذائقة – هيبا حارث النقيب
هيبا حارث النقيب
يعد الكثير من المتابعين بأن الأغاني الهابطة ليست عيباً أو عاراً في ظل الظروف الحالية التي يمر بها البلد ، فالأغنية أيضاً كحالة من التعبير عن واقع المجتمعات هي حالة انعكاس لكل الظواهر التي طرأت على المجتمع بسبب الفوضى العارمة والفساد والصراعات السياسية المعمقة والحروب الداخلية بالاضافة الى عامل الوضع الإقتصادي المتردي.
دون شك يعد هذا التبرير صحيحاً وقد يحمل بين ثناياه بعض الموضوعية ، لكن ما هو محزن فهو مستوى الابتذال الذي وصلت اليه الأغنية العراقية بصورة عامة ، وهذه ظاهرة يتحدث بها كثير من الفنانين الأصلاء والنقاد الموسيقيين ، وبالفعل فان الفن دوماً كان وما زال يعبر عن المرحلة الزمنية والحالة السياسية والاجتماعية .
ومنذ بدايات الحديث والكتابة عن الفن بدءاً من أفلاطون وأرسطو نرى مصطلح المحاكاة ملاصقاً للفن … فعندما ذهب الفلاسفة الكبار الى ان الفن محاكاة للطبيعة قديماً ، يبدو بان الفن حالياً هو محاكاة للواقع المعاش … لذا فالأغنية العراقية الحالية بشتى الوانها ولغاتها هي محاكاة للواقع المعاش.