ارقام السياح تتصاعد في ظل تحسن العلاقات بين حكومة الاقليم والحكومة الاتحادية
الأهالي ريبورت:
توقعت هيئة السياحة في اقليم كردستان، أن يبلغ عدد السياح الذين تدفقوا على محافظات اقليم كردستان خلال فترة عطلة عيد الاضحى 400 الف سائح، استنادا الى ارقام تشير الى وصول اكثر من 200 الف سائح في اليومين الأولين للعيد.
وقال نادر روستي المتحدث باسم الهيئة في اليوم الثالث للعيد، ان 208 الف سائح وصلوا اقليم كردستان للمدة ما بين 4 آب و 12 آب الجاري، مرجحا تضاعف الرقم في باقي أيام عيد الاضحى وأيام العطلة التي تليه ليصل الى 400 الف سائح، وهو ما يشكل الرقم الأكبر المسجل منذ سنوات.
وبحسب احصائيات هيئة السياحة في اقليم كردستان، فان 3 ملايين و57 الف سائح وصلوا اقليم كردستان خلال العام المنصرم، فيما الترجيحات تشير الى ان عدد السياح واغلبهم من مدن وسط وجنوب العراق ستتجاوز ذلك السقف وتصل الى 3 ملايين و500 الف سائح.
ويأتي تزايد عدد السياح القادمين من محافظات وسط وجنوب البلاد، على خلفية تحسن العلاقات بين حكومة اقليم كردستان والحكومة الاتحادية في العام الأخير بعد سنوات من التوتر بسبب خلافات سياسية واخرى متعلقة بملف المبيعات النفطية لاقليم كردستان.
ويقدر عدد السياح القادمين من باقي المحافظات العراقية الى اقليم كردستان بنحو 90% من مجمل السياح الذين يصلون الى الاقليم بقصد السياحة فيما تصل اعداد محدودة من السياح الايرانيين واغلبهم لزيارة اقارب او حضور حفلات لمطربين ايرانيين، كما تصل اعداد اقل من السياح الأتراك.
111 الفا في اربيل و100 الف في السليمانية
ووفق ارقام اولية فان نحو 300 الف شخص وصلوا الى محافظات الاقليم في أيام عطلة العيد.
فقد اعلنت شرطة محافظة اربيل، عن وصول 111 الف و876 سائحا الى المحافظة خلال ايام عيد الاضحى من داخل وخارج اقليم كردستان عن طريق مطار اربيل الدولي والسيطرات على الطرق البرية.
وقال المتحدث باسم الشرطة الرائد هوگر عزيز في مؤتمر صحفي، ان الخطة الامنية المشتركة المعدة من قبل قوات الشرطة والاسايش وشرطة المرور تم تنفيذها بنجاح، مردفا بالقول ان اربيل شهدت عيدا هادئا.
فيما وصل الى محافظة السليمانية 100 ألف سائح خلال 6 أيام.
وقال آرام شواني مدير الاعلام في مديرية السياحة بالسليمانية لموقع دواڕۆژ، يوم الاربعاء 14 آب، ان المدينة استقبلت خلال الايام الستة المنصرمة نحو 100 ألف سائح، مشيرا الى انهم ينتظرون زيادة العدد خلال الايام الاربعة المقبلة.
وكان علي رؤوف مدير العام للسياحة في السليمانية قد توقع وصول اكثر من 100 ألف سائح الى المحافظة.
40 الف في حلبجة و20 في زاخو
بينما افاد مصدر مطلع بتوافد اكثر من 40 ألف سائح على محافظة حلجبة خلال أيام العيد.
وذكر موقع شفق نيوز انه خلال أربعة أيام من الاسبوع الماضي والذي صادف عيد الاضحى، توافد على محافظة حلبجة والبلدات التابعة لها أكثر من 40 ألف سائح من مختلف المناطق العراقية، متوقعا ان يرتفع عدد السياح الى 70 ألفا مع احتساب كامل ايام عطلة العيد.
وفي قضاء زاخو أعلنت مديرية السياحة عن استقبالهم لأكثر من 20 الف سائح خلال عطلة عيد الاضحى.
وقال بيوار سندي مسؤول الاعلام في مديرية السياحة بزاخو، يوم الجمعة، ان 20 الف سائح قصدوا القضاء خلال ايام عيد الاضحى من وسط وجنوب العراق، مشيرا الى استمرار توافد السياح على القضاء.
وذكر سندي ان عدد السياح الوافدين الى زاخو عبر معبر ابراهيم خليل مع تركيا ارتفع قياسا بالعام الماضي، مؤكدا ان المديرية ستعلن الحصيلة الرسمية بأعداد السياح مع بدء الدوام الرسمي.
ارتفاع معدل السياحة 30% في دهوك
وكانت المديرية العامة للسياحة في دهوك، قد توقعت ان يقصد المدينة خلال ايام العيد 60 الف سائح بزيادة تقارب الـ 30% مقارنة بالاعوام السابقة.
وقال عبد الرزاق نهيلي الخبير السياحي لموقع دواڕۆژ، انه “بالتنسيق مع مديرية السياحة في دهوك وجمعية الفنادق والموتيلات في المحافظة، تم اعداد جميع الامكنة لاحتواء السياح بصورة جيدة”.
واضاف نهيلي، ان “القطاع الخاص لا يملك خبرة كافية في المجال السياحي وان عاملي ومدراء القطاع ليسوا مختصين”، مضيفا انه “ليس هناك ترويج للمناطق التجارية من قبل اصحابها ووزارة البلدية والخدمات”.
واوضح، انه “بحسب المعلومات، يتوقع ارتفاع معدل السياحة خلال ايام العيد مقارنة بايام العيد في السنوات الماضية بنحو 30%”، مردفا بأن “800 مكانا سياحيا في حدود محافظة جاهزة لاستقبال نحو 60 الف سائح”.
174 الف سائح دخلوا دوكان
وأعلن قائممقام قضاء دوكان، في محافظة السليمانية، شاهو عثمان عن عدد السياح الذين زاروا القضاء خلال ايام عيد الاضحى.
وقال عثمان، في مؤتمر صحفي عدقه يوم الأحد (19 آب) ان القضاء شهد توافد 174 ألف سائح خلال ايام عيد الاضحى الاربعة فقط.
واضاف ان نسبة السياح مرتفعة مقارنة بالسنوات السابقة، مشيرا الى حصول ثلاثة حوادث سير، تسببت باصابة 13 شخصاً، فضلا عن غرق شخص واحد.
ويزور قضاء دوكان الذي يضم بحيرة ومنتجعات سياحية عديدة، عشرات آلاف السياح القادمين من وسط وجنوب العراق فضلا عن سياح كرد من دهوك واربيل والسليمانية.
صعوبات في استقبال الاعداد المتزايدة
وبسبب الاعداد الكبيرة من السياح من داخل وخارج اقليم كردستان الذين تدفقوا على مصيف كلي علي بيك في منطقة سوران التابعة لأربيل، بمناسبة ايام عيد الاضحى، فان طريق هاملتون – كلي علي بيك اغلق لفترات في منتصف الاسبوع الماضي، في ذروة تدفق السياح على المنطقة التي تعتبر من اشهر المعالم السياحية في اربيل.
واشارت تقارير صحفية الى توافد اعداد كبيرة من السياح الى منطقة سوران، الامر الذي ادى الى زحام شديد واغلاق طريق مصيف بيخال – خليفان باتجاه اربيل عند منطقة كلي علي بيك.
كما شهد قضاء شقلاوة زحاما كبيرا جدا، حيث حجز سواح مسبقا سبعة الاف مكانا سياحيا لقضاء عطلة العيد، وتوقع قائممقام القضاء ان مائة الف سائح تواجدوا في مركز القضاء.
وقال جوان رفيق لموقع دواڕۆژ قبل حلول العيد، ان “الاحصائية الموجودة الان تشير الى استئجار السياح سبعة الاف مكانا سياحيا للاقامة فيها خلال العيد”، مبينا انه لاستقبال هذه الاعداد الهائلة بدون مشاكل “تم تشكيل عدة لجان خاصة بالاسواق والمرور والامن لمنع وقوع اي حوادث”.
سقوط أكثر من 100 سائح من مرتفعات
وسجلت مديرية الصحة العامة في محافظة اربيل، أكثر من 100 حالة سقوط بين السائحين من المرتفعات الجبلية خلال ايام عيد الاضحى.
وقال المتحدث باسم صحة اربيل فاخر هركي في مؤتمر صحفي عقد الخميس وخصص لاعلان احصائيات حوادث عطلة العيد، ان المراكز الصحية والمستشفيات سجلت 39 اصابة جراء الحوادث المرورية من دون وفيات.
ونوه الى ان نسبة كبيرة من السائحين توجهت الى المرتفعات الجبلية خلال ايام العيد، وان 111 سائحا راجعوا مراكز صحية بسبب سقوطهم من مرتفعات.
واشار الدكتور هركي الى ان نسبة الاصابات بحوادث الحرائق خلال عيد الاضحى ارتفعت عن العام الماضي حيث تم تسجيل 153 حالة حروق ضمن الحدود الادارية لمحافظة اربيل.
وعن حالات التسمم بالأطعمة والاسهال والتقيؤ جراء ارتفاع درجات الحرارة قال الدكتور هركي انه تم تسجيل 300 حالة.
وتابع المتحدث ان المراكز الصحية اجرت 266 تدخلا جراحيا في قضاءي سوران وشقلاوة والمناطق المحيطة بهما.
فيما اعلنت مديرية صحة محافظة السليمانية، يوم السبت، عن قيام اكثر من 16 الف شخص بزيارة مستشفيات المحافظة خلال عطلة عيد الاضحى.
وكشف المتحدث باسم المديرية ياد النقشبندي في مؤتمر صحفي، عن قيام المستشفيات التابعة لجميع مديريات صحة المحافظة باستقبال 16 الفا و314 شخصا خلال عطلة العيد..
السياحة تحاسب من يتلاعبون بالأسعار
ومع تدفق اعداد غير مسبوقة من السياح على محافظات الاقليم، اتخذت هيئة السياحة في الاقليم عدة اجراءات لتسهيل دخول السياح وتقديم الخدمات لهم، وشددت على فتح المطاعم خلال كل ايام عطلة العيد، كما هددت بمعاقبة الاماكن والمرافق السياحية التي تزيد في اسعار خدماتها.
وقال نادر روستي المتحدث باسم الهيئة ان هناك عدم رضا من المواطنين والسياح حيال الاسعار في بعض الأماكن السياحية، وقد وجهوا شكاوى للهيئة من الأسعار والنظافة في بعض الاماكن السياحية، مبينا أن الهيئة ستتابع الامر وستقوم بمحاسبة مالكي المرافق السياحية التي ترفع الأسعار، وذلك وفق القانون.
اشادة بالتسهيلات والخدمات
ووفق تقرير لموقع رووداو، فان السياح من باقي المحافظات العراقية عبروا عن سعادتهم بحسن التعامل وتوفر الخدمات في جميع الأماكن التي يقومون بزيارتها بمدينة أربيل وضواحيها، مطالبين الجهات المعنية بإنشاء مواقع سياحية مماثلة للأماكن الموجودة في إقليم كردستان بمحافظاتهم أيضاً.
وقال أحد السياح إن “الأجواء هنا جميلة جداً، وتوجد هنا في إقليم كردستان أماكن سياحية مختلفة”.
وذكر شائح آخر ان “الشعب مضياف ومثقف” وهناك استقرار امني وهو ما يدفعهم لزيارة مدينة أربيل في كل عيد.
وقال سائح ثالث ان “السياحة هنا تختلف عن دول اخرى قمت بزيارتها حيث هناك فرق بين طريقة تعامل الاهالي مع السياح، فسكان إقليم كردستان تعاملهم جيد جداً مع كل السياح”.
وقال آخر: “كل شيء في المناطق السياحية بإقليم كردستان منظم وجميل، وتوجد العديد من الأماكن التي تجذب السياح وخاصة الشلالات والمدينة المائية، ونحن كسياح مرتاحون هنا من كل النواحي”.
وذكر سائح من مدينة الأنبار، إن محافظته تفتقد لهذه الأماكن الجميلة “لذلك نحن نطالب الجهات المعنية بتوفير مثل هكذا أماكن”، مضيفاً “لكننا نشعر أن هنا أيضاً مثل منطقتنا، ونفتخر بوجودنا بينهم في هذه الأيام”.
استقطاب السياح الخليجيين
ورغم التصاعد في ارقام السياح المسجلة من قبل الجهات المعنية في اقليم كردستان الا ان 90% منهم هم سياح داخليون قدموا من باقي المحافظ العراقية، في وقت تغييب الى الآن خطط جذب السياح العرب من دول الجوار والخليجيين بشكل خاص.
يقول جليل احمد، الذي يدير مكانا سياحيا في دهوك، ان “الغالبية الساحقة من السياح هم عراقيون، هذا امر جيد فبدل ان يذهب هؤلاء للسياحة في تركيا او ايران او لبنان من الجيد ان يقوموا بالسياحة في كردستان، لكن هذا لا يكفي يجب استقطاب السياح العرب والخليجيين بشكل خاص”.
وأضاف :”للأسف المرافق السياحية في الاقليم لم تتطور الى الحد الكافي لاستقطاب سياح من خارج العراق، ولم يتم العمل في التسويق للسياحة العراقية في دول الخليج وهذه مسألة يجب العمل عليها”.
واشار احمد الى ان السياحة في اقليم كردستان ماتزال محصورة بأشهر الصيف، وبعدها تفرغ المناطق السياحية والمنتجعات من السياح ولأشهر طويلة وهذا يؤثر على الجدوى الاقتصادية من اقامة المنشآت السياحية، مشيرا ايضا الى استمرار تدفق السياح الكرد على تركيا قائلا :”الكثير من هؤلاء لم يزوروا المناطق السياحية في الاقليم ولا يعرفونها، لكنهم يقصدون كل بقة في تركيا للسياحة”.
وتابع: “يقال ان دهوك استقبلت 60 الف سائح في عطلة العيد صرف كل واحد منهم اقل من 500 دولار، لكن 60 الف سائح كردي زاروا تركيا وصرف كل واحد منهم نحو الف دولار، هذه معادلة خاسرة”.
ووفقاً لإحصائيات هيئة السياحة في إقليم كردستان فان 1.7 مليون سائح زار إقليم كردستان خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري، 80% منهم جاؤوا من مناطق وسط وجنوب العراق.
س ن