ابناء مدن كردستان في مواجهة كورونا.. وعي والتزام يثيران الاعجاب احمد فهد
عندما يجتمع الوعي العالي لدى كل من المواطنين والجهات الحكومية المختصة بأي شأن من الشؤون لابد ان يكون النجاح الساحق هو النتيجة الطبيعية، والعبور من الازمات ممكن جداً اذا اجتمع الوعيان.
وانا اتجول في مدن كردستان المختلفة خلال ازمة مرض كورونا استوقفني كثيراً الالتزام المبالغ به من قبل الاهالي في تطبيق التعليمات الخاصة بمحاربة الوباء الذي اعلنت عالميته مؤخراً، والأمر سيان بين القرى والمدن المتحضرة فذات الاجراءات ونفس المواقف للناس ازاء هذا المرض، ناهيك عن الحرفية بالتعامل مع التوجيهات الصادرة من الجهات المختصة بشكل يكاد ان نسميه انصياع مطلق لتلك التوجيهات.
في المفهوم النفسي لطبيعة الشعوب فان الطاعة الجماهيرية تعد من السلبيات احياناً ولكنها بذات الوقت من اهم ايجابيات الشعوب المتقدمة من خلال التعامل مع كل الاجراءات التي توجه بها الدولة لخلق مجتمع منظم وقادر على الالتزام بالنظام العام، والفرد الكردي هنا يقدم نموذجاً مميزاً للشعب المساعد لدولته على اقرار النظام العام ومحاربة المخاطر الناجمة عن الامراض او الحروب او غيرها للوصول الى نتيجة عامة مفادها ان يكون الجميع بأمان.
اكثر ما يثير الانتباه الغلق الطوعي للمحال الصناعية وبعض المحال التجارية ومن دون أي طلب حكومي في بداية الازمة، فالأمر هنا يتعلق بالقوت اليومي لأصحاب هذه المحلات ولكن الوعي والترحيب النفسي الواضح لدى اصحابها جعلهم يبدأون بأنفسهم قبل الاخرين لمساعدة عموم المجتمع على عبور ازمة هذا المرض القاتل، ايضاً فان لاجراءات الجهات الحكومية المختصة في الاقليم دور هام في المساعدة على نشر الوعي ودعم المواطنين في مبادراتهم والتي وصلت الى فرض حضر التجوال ومنع التنقل بين المناطق وهي اجراءات وجدت القبول والطاعة المطلقة من عموم مناطق واحياء كردستان العراق.
عقود من الاستقرار النفسي لدى المواطن الكردي في الاقليم كان مشاركاً بقوة لخلق انسان واعي بالأمر الصحي كما يعي باقي الامور التي تمس حياته، وهذا ديدن الشعوب التي تتحفز للمضي قدماً نحو بيئة مدنية وبلد اكثر تقدماً.