2024-11-28

واشنطن تطلب من برلين إرسال قوات برية الى شمال شرق سوريا دعما للكرد

46279317_303

الاهالي ريبورت:
طلبت الولايات المتحدة، من ألمانيا ارسال قوات برية الى شمال شرق سوريا لمكافحة الإرهاب ودعم القوات الكردية التي تقاتل داعش هناك، وهو ما أثار خلافات داخل الائتلاف الحكومي الهش في المانيا بزعامة المستشارة أنغيلا ميركل.
وقال الممثل الأميركي الخاص لسوريا جيمس جيفري لصحيفة “دي فيلت” الألمانية “نريد من ألمانيا قوات برية لتحل محل جزء من جنودنا” المنتشرين في إطار مهمة دولية لمكافحة الإرهاب في هذه المنطقة تجري مناقشتها حاليا.
وكان جيفري زار برلين الجمعة الماضية لإجراء محادثات في هذا الشأن. وقال إنه ينتظر ردا خلال تموز الجاري، مشددا بذلك الضغوط على برلين التي تواجه انتقادات أميركية تأخذ عليها مستوى إنفاقها الدفاعي المتدني.
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب نهاية 2018 سحب الجزء الأكبر من القوات الأميركية المنتشرة في شمال شرق سوريا وعديدها حوالى ألفي عسكري، مؤكدا الانتصار بشكل كامل على تنظيم داعش، لكن خطوتها اثارت انتقادات كردية ودولية واسعة خاصة من ناحية منح الفرصة لتركيا من الهجوم على الكرد السوريين، وهو ما دفع واشنطن الى تأجيل خطط الانسحاب.
ووافقت واشنطن على إبطاء عملية الانسحاب وابقاء مئات الجنود في شمال شرق سوريا الخارجة عن سيطرة النظام السوري والتي يديرها الكرد، مع العمل على ضمان دعم من قوات اوربية حليفة.

شركاء لدعم الكرد
وقال جيفري إن واشنطن “تبحث في ألمانيا ولدى الشركاء الآخرين في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية الذي يشمل ثمانين بلدا، عن متطوعين مستعدين للمشاركة”. وأضاف “نعتقد أننا سنحقق ذلك”، وفق ما نقلته فرانس برس.
ولهذه المهمة هدف مزدوج، هو عدم التخلي عن الكرد الذين خاضوا المعارك على الأرض ضد تنظيم داعش بدعم من التحالف لكنهم مهددون من تركيا التي تعلن نيتها الهجوم على المنطقة وانهاء الادارة الكردية فيها، ومواصلة جهود مكافحة الإرهاب لمنع عودة التنظيم المتطرف.
وتعول واشنطن على أوروبا للقيام بذلك، أي بريطانيا وفرنسا والآن ألمانيا التي تقتصر مشاركتها في التحالف ضد تنظيم داعش على طائرات استطلاع “تورنيدو” وطائرة للتزويد بالوقود في الجو ومدربين في العراق.

تباين في مواقف الألمان
لكن مسألة نشر جنود على الأرض بالغة الحساسية في ألمانيا الشديدة التمسك بثقافتها السلمية بسبب ماضيها النازي، والتي لم تسمح بإرسال جنود إلى مناطق نزاعات في الخارج إلا اعتبارا من العام 1994.
واندلع سجال على الفور داخل ائتلاف ميركل الحاكم وهو ائتلاف هش مهدد بالتفكك.
وأعلن الاتحاد المسيحي الديموقراطي بزعامة ميركل أنه على استعداد لمناقشة المسألة، وهو بالأساس مؤيد لزيادة الوجود العسكري الألماني في مناطق النزاعات.
وقال نائب رئيس كتلة الحزب النيابية يوهان فاديبول إن الطلب الأميركي يجب ألا “يُرفض بشكل تلقائي”.
في المقابل، رفض شريكه الاجتماعي الديموقراطي دعوة الولايات المتحدة وكتب أحد قادة الاتحاد الاجتماعي الديموقراطي ثورستن شافر غومبل على تويتر “لن يكون هناك بوجودنا قوات برية ألمانية في سوريا”.
ويضاف هذا الطلب الأميركي إلى سلسلة الانتقادات الشديدة اللهجة التي يوجهها ترامب بانتظام لألمانيا.
ودعا المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر إلى عدم السماح للرئيس الأميركي بمعاملة ألمانيا كدولة “تابعة”، وقال لصحيفة هاندلسبلات “لسنا جمهورية موز هنا!”.

التهديدات التركية
وتدعم القوات الأميركية تحالف قوات سوريا الديمقراطية التي تضم قوات حماية الشعب الكردية الى جانب وحدات وفصائل عربية ومقاتلين سريان ومن مكونات سورية أخرى، قاتلت معا تنظيم داعش وتمكنت من هزيمته. وترى ضرورة استمرار الدعم من اجل ضمان عدم عودة تنظيم داعش او اي تنظيمات متطرفة اخرى الى المنطقة ولدعم الكرد الذين تهدد تركيا بالهجوم على مناطقهم كونها تعتبر وحداتهم القتالية قوات ارهابية موالية لحزب العمال الكردستاني.
ويرى مراقبون ان التهديد التركي نابع من مخاوفها من استمرار الادارة الكردية الحالية في شمال شرق سوريا، والتي تعتبرها انقرة مهددة لأمنها القومي.
وفي نهاية آذار الماضي، سيطرت قوات سوريا الديمقراطية على الباغوز التي كانت تمثل آخر معقل لداعش في سوريا، على الرغم من استمرار نشاط التنظيم الإرهابي من تحت الأرض.
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب في كانون أول الماضي عن خطط لسحب جميع الجنود الأميركيين البالغ عددهم ألفي جندي من شمال شرقي سوريا، قبل أن يقرر إبقاء 400 فرد للمساعدة في استقرار المنطقة الكردية التي تمتد على الحدود بين العراق وسوريا.
وتعمل الولايات المتحدة منذ ذلك الحين على الحصول على دعم إضافي من حلفائها الثمانين في تحالف مكافحة تنظيم داعش، الذي يتضمن ألمانيا، مع بدء سحب القوات الأميركية.
ويأتي دعم الأمريكيين للكرد ايضا في اطار التوازن الذي تريد واشنطن ابقاءه في سوريا، حيث يحذر العديد من القادة العسكريين الأمريكيين من خطوة ترك الساحة كاملة للروس والايرانيين خاصة مع تذبذب المواقف التركية.
س ن