2024-11-28

مواقف كردية من عملية استهداف اللواء قاسم سليماني وقادة في الحشد الشعبي تنديد بالتدخلات ودعوات الى عدم التصعيد ومنع استخدام الاراضي العراقية ساحة صراع

3

الاهالي ريبورت :
أكدت رئاسة إقليم كردستان، رفضها خطوات “تصفية حسابات” الدول على أرض العراق وانتهاك سيادته، داعيةً “كل الأطراف إلى الالتزام بأقصى درجات ضبط النفس”، فيما ندد الرئيس العراقي برهم صالح بالضربة الجوية الأمريكية في مطار بغداد الدولي التي أسفرت عن مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وحث جميع الأطراف على ضبط النفس.
وقال صالح في بيان إن العراق يتعين أن يغلب مصلحته الوطنية وأن يتجنب ويلات ومآسي النزاعات المسلحة التي أنهكته على مدى أربعة عقود.
بينما عد هوشيار زيباري القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، عملية إغتيال سليماني في بغداد بأنها تشكل نقطة تحول في المواجهة بين واشنطن وطهران، مشددا على ان هذا الحدث سيفتح أبواب جهنم على المنطقة، مؤكدا ضرورة التفكير والتصرف بعقلانية.
ودعا البرلمان العراقي يوم الأحد القوات الأمريكية وغيرها من القوات العسكرية الأجنبية إلى مغادرة الأراضي العراقية مع تنامي الغضب من عملية اغتيال سليماني بضربة جوية أمريكية في بغداد ومخاوف من اتساع الصراع في الشرق الأوسط.
ووافق البرلمان على قرار يطالب الحكومة بإنهاء وجود كل القوات الأجنبية في البلاد مما يعكس مخاوف الكثيرين في العراق من أن تزج الضربة الأمريكية بهم في حرب كبرى بين قوتين أكبر من بلدهما يحتدم بينهما الخلاف منذ وقت طويل في العراق ومختلف أنحاء المنطقة.

التدخل الخارجي يزيد الأوضاع سوءاً
من جانبه أكد عضو في المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني، ان ازدياد التدخل الخارجي في الشأن الداخلي العراقي، وأعلن عن استعداد إقليم كردستان للمساهمة في إصلاح الأزمة الحالية في العراق.
وقال عضو المكتب السياسي للديمقراطي الكوردستاني، جعفر أمينكي، لشبكة رووداو الإعلامية حول أسباب سوء الأوضاع العراقية: اشتدت الأزمة السياسية في العراق، لذلك الحد الذي شارف دور المؤسسات الحكومية العراقية على الانتهاء، وذلك بسبب تتابع الأزمات، وكان الرئيس البارزاني قد حذر من أن غياب دور الحكومة في العراق سيضع العراقيين كافة في خطر”.
وأضاف “العراق للجميع، ويجب وضع حد للأوضاع الحالية التي يمر بها العراق، ولهذا الغرض توجه وفد رفيع المستوى من الديمقراطي الكوردستاني، إلى بغداد في الشهر الماضي، وتم متابعة الأحداث عن قرب، واجتمع بكافة الأطراف، بشكل عام كان هناك تواجد كوردي في بغداد بشكل متواصل”.
وتابع أمينكي : “وكما كان في 2003، الآن أيضاً يقوم إقليم كردستان بدور فاعل وإيجابي، من خلال البيانات والتصاريح والزيارات لكل من رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، ورئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني”.
وأشار إلى أنه “رغم وجود أزمة سياسية في العراق، لكن هناك فرصة للإصلاح، وقبل كل شيء يجب حماية المؤسسات المتبقية، خاصة المؤسسات الأمنية في بغداد، لأنها تتجه نحو السقوط، والهجوم على السفارة الأمريكية في بغداد، جعل الوضع أكثر سوءاً”.
ورأى عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني، أن التدخل الخارجي في الشأن العراقي ازداد كثيراً، وقال: “الأطراف التي تكترث للشان العراقي، وتحاول إصلاح مشكلاته، تطالبنا بلعب دور أكبر وإقليم كردستان بين كامل استعداه في تحمل تلك المسؤولية”.

فيان صبري : الدور الكردي واضح ونحن عون لاصلاح اي خلل
وحول دور الكرد في المساهمة في تحسين الوضع الحالي في العراق، قالت رئيس كتلة الحزب الديمقراطي في البرلمان العراقي فيان صبري: “الدور الكردي واضح، وحتى الآن كنا عوناً في إصلاح أي خلل، وككتلة الديمقراطي في بغداد لم نكن يوماً مع التصعيد، وكنا دائما صوتاً واحداً، كما وحدنا مواقفنا وقراراتنا في كل الجلسات التي حضرناها في البرلمان”.
ولم يشارك النواب الكرد كما غالبية النواب السنة في التصويت على قرار اخراج القوات الاجنبية من العراق، في موقف يمثل اعتراضا على القرار الذي يعتبره الكرد انه غير مناسب وسيلحق الضرر بالعراق وسيدفع تنظيم الدولة الاسلامية الى البروز مجددا.

محللون: على الاقليم الحياد
الى ذلك أكد محللون ضرورة ان يكون موقف اقليم كردستان محايدا حيال إغتيال قاسم سليماني قائد فيلق القدس الايراني في غارة جوية أمريكية ببغداد.
وقال مسعود عبدالخالق الاكاديمي والمحلل السياسي لموقع دواڕۆژ، ان عملية اغتيال قاسم سليماني وابومهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي وعدد من القيادات الأخرى حدث كبير وستكون تداعياته كبيرة.
واضاف ان العملية تعني بداية مرحلة جديدة من الخلافات بين ايران والولايات المتحدة، وهذا ما يضعف العملية السياسية في العراق بشكل اكثر، خاصة وان الحكومة الاتحادية حكومة تصريف أعمال.
وفيما يتعلق باقليم كردستان شدد مسعود عبدالخالق على ان الاقليم سيتضرر ان أيد إيران او الولايات المتحدة، مؤكدا أن “أفضل ما يقوم به الاقليم هو ان يكون في الحياد ودعم العراق في جميع الحالات”.
ودعا عبدالخالق الرئاسات الثلاث في الاقليم لعقد إجتماع طارئ لتقييم الاوضاع في العراق والاقليم ليكون للاقليم خطاب موحد حيال جميع الاحداث والتطورات.
من جانبه اكد السياسي محمود عثمان لـ دواڕۆژ، ان الخلافات الايرانية الامريكية على الارض العراقية خطر على اقليم كردستان والعراق، لذلك على الاقليم ان يكون محايدا لتجنب المخاطر.
وأضاف ان هناك ملفات عالقة بين الاقليم وبغداد مثل الموازنة، الرواتب، المادة 140، كركوك والبيشمركة، لافتا الى انه بتدهور الأوضاع في العراق فإن هذه الملفات قد لا تحل أو يتأخر حلها، مشددا على ان الحياد يضمن حل جزء كبير من مشكلات الكرد.

الإدارة الكردية بسوريا: مرحلة جديدة
من جانبها أعلنت الإدارة الذاتية، أن مقتل قائد فيلق القدس هو “بداية مرحلة جديدة في المنطقة تتسم بالتصعيد والعنف بين الأطراف المتصارعة”، مضيفةً أن “مثل هذه الممارسات التصعيدية ستؤثر على مناطقنا في ظل تواجد حلفاء الطرفين في سوريا وسنبذل كل جهودنا في سبيل الحفاظ على أمن واستقرار مناطقنا ونحن لسنا جزءاً من تلك الصراعات الإقليمية والدولية”.
وقال نائب الرئاسة المشتركة للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا بدران جيا كرد: “جاءت حادثة اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني وآخرين من قادة الخشد الشعبي العراقي في اليوم الثاني من العام الجديد ٢٠٢٠ كبداية مرحلة جديدة في المنطقة تتسم بالتصعيد والعنف بين الاطراف المتصارعة وخاصة امريكا وايران”.
وأضاف: “هذه العملية تعتبر عملية نوعية لاستهدافها الرجل الثاني في إيران والذي لعب دورا استراتيجياً في دعم الحشد الشعبي العراقي والحكومة السورية وحزب الله وسيؤثر ذلك بشكل كبير على مجريات الاحداث في المنطقة حيث ستعمق وتعقد الازمة الموجودة في العراق وقد تزيد التوتر في كل من سوريا ولبنان”.
وتابع: “ستتحول هذه البلدان الى مناطق تصفية الحسابات بين الدولتين الامريكية والايرانية مع توقع كبير لرد فعل إيراني ولكن دون معرفة الحجم ومكان ذلك الرد وهذا يشير مرة اخرى بأن المنطقة امام تصعيد كبير وخطير تهدد الامن الاقليمي برمته”.
ومضى بالقول: “نحن لسنا مع تصعيد العنف باي شكل من الاشكال بل نرجح لغة الحوار والعقل في حلحلة القضايا العالقة إقليمياً ودولياً لكون دفع المنطقة نحو المزيد من الحروب والمعارك هو غرق للمنطقة في بحور الدماء والدمار والقتل اكثر والتي اصلا تعاني من الازمات والحروب الداخلية والطائفية والتي تحولت الى ساحات للحروب بالوكالة”.
وأوضح بدران جيا كرد أنه “لايمكن الحديث عن الامن والاستقرار والحلول السياسية الناجعة في ظل هذه العمليات التصعيدية الخطيرة وكان من الاجدر ان تبادر هذه الاطراف الى طرح تصورات ومشاريع تقضي بإنهاء الصراعات الدموية وليس لتجذيرها”.
وشدد على أنه “بكل تأكيد ستؤثر مثل هذه الممارسات التصعيدية على مناطقنا بشكل من الاشكال في ظل تواجد حلفاء الطرفين في سوريا واننا في الادارة الذاتية سنبذل كل جهودنا في سبيل الحفاظ على امن واستقرار مناطقنا والمكتسبات التي حققناه في ظل محاربة الارهاب الداعشي ولن نكون ولسنا جزءاً من تلك الصراعات الاقليمية والدولية”.
وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، ومسؤولين آخرين كانوا برفقتهما في قصف جوي استهدف سيارتين على طريق مطار بغداد، بناءً على أمر من الرئيس دونالد ترمب.
واتهمت الوزارة سليماني، في بيان، بأنه كان يعمل على تطوير خطط لمهاجمة دبلوماسيين وموظفين أمريكيين في العراق والمنطقة.
في المقابل، توعد المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي بـ”انتقام مؤلم” على خلفية مقتل سليماني.
ويأتي هذا التصعيد بعد أعمال عنف رافقت تظاهرات أمام سفارة واشنطن في بغداد يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين؛ احتجاجا على قصف الولايات المتحدة كتائب “حزب الله” العراقي، في محافظة الأنبار، الذي جاء بدوره رداً على مقتل متعاقد أمريكي بقصف صاروخي على قاعدة كي وان في كركوك .
س ن