مدير ناحية سيدكان: القوات التركية توغلت بعمق 30 كم والسكان يواصلون هجرة قراهم
الاهالي ريبورت
حوار: عثمان محمد امين
دعا مدير ناحية سيدكان احسان جلبي، الحكومة الاتحادية الى التحرك لوضع حد للظروف الصعبة التي يعيشها اهالي قرى الناحية الذين يضطرون لهجرة قراهم مع استمرار الهجمات والتوغل التركي الذي وصل الى عمق 30 كلم، مبينا أن إقليم كردستان جزء من العراق وحماية حدود البلاد تقع على عاتق الحكومة الاتحادية.
وحذر جلبي من ان المنطقة تكاد تصبح برمتها ساحة قتال بين القوات التركية وحزب العمال الكردستاني، ما سيجبر السكان على ترك بقية القرى في الناحية بعد ان خلت أكثر من 100 قرية من سكانها الذين تخلوا عن مزارعهم ومراعيهم ومصادر معيشتهم.
وتتبع ناحية سيدكان قضاء سوران ضمن محافظة اربيل في إقليم كردستان وتقع في اقصى الشمال على الحدود التركية الايرانية، وتعتبر من أكبر النواحي مساحة واكثرها وعورة حيث تضم سلاسل جبلية شكلت مواقعا لتحركات مقاتلي حزب العمال الكردستاني في العقود الثلاثة الأخيرة وهو ما يجعل المنطقة معرضة لهجمات تركية مستمرة.
ويقدر عدد قرى المنطقة بأكثر من 260 قرية وعدد سكانها حسب إحصاءات غير رسمية بنحو 15000 نسمة فقط وهو جزء صغير من العدد الكلي لأهالي المنطقة الذين تعرضوا للترحيل ثلاث مرات خلال الأعوام 1961 و1978 و1988 لأسباب امنية وسياسية.
وما زالت مناطق شاسعة من سيدكان مدمرة ومهملة ولم تعمر بسبب وجود قوات حزب العمال الكردستاني (البي كي كي) فيها والهجمات التركية اليومية على المنطقة وبسبب عدم اهتمام الحكومات الكردية المتعاقبة باعمار القرى وتنميتها وتوفير الخدمات فيها عموما والحدودية منها على وجه الخصوص.
ساحة قتال
وتحولت المنطقة منذ أكثر من سنتين الى ساحة قتال بين قوات حزب العمال والقوات التركية التي عبرت الحدود عدة مرات وأقامت في الفترة الأخيرة مقرات أمنية لها، ومازالت مستمرة في تقدمها نحو العمق باتجاه شرق الناحية.
يقول مدير ناحية سيدكان إحسان جلبي لـ (الاهالي ريبورت) متحدثا عن القتال الدائر في المنطقة وتاثيره على أمن المنطقة وحياة سكان القرى: “الناحية بقراها وخاصة القريبة من الحدود التركية تحولت الى ساحة قتال بين بين حزب العمال والجيش التركي، والاشتباكات مستمرة بشكل يومي وهو ما أثر سلبا على حياة المواطنين وعلى اعمالهم”.
ويضيف: “في الاونة الاخيرة اشتدت المعارك وكان هناك ضحايا للهجمات التركية حيث استشهد مواطنان وجرح خمسة آخرون، وبسبب القصف التركي حصلت عملية نزوح للأهالي الذين تركوا قراهم، وهي عملية مستمرة”، مشيرا الى حصول اضرار في الممتلكات والمزارع وخسارة الكثير من ابناء المنطقة لأعمالهم.
100 قرية مهجورة
وبشأن حجم النزوح من المنطقة يتحدث جلبي قائلا ان عدد القرى التابعة لناحية سيدكان يقارب 260 قرية منتشرة على مساحة واسعة ووعرة “لكن 160 قرية فقط ماتزال مأهولة بالسكان والباقية هي قرى مهجورة”.
ويوضح جلبي أن عملية التهجير بدأت منذ ستينيات القرن الماضي ومازالت مستمرة، منبها الى ان الوضع اذا استمرعلى النحو الحالي “فسوف يضطر سكان عدد كبير من القرى الاخرى الى ترك قراهم”.
ويلفت الى ان القوات التركية “تقصف المنطقة بشكل مستمر وأحيانا يطال القصف بيوت المواطنين بحجة وجود عناصر حزب العمال فيها، ومع ذلك فان القوات التركية عندما تقترب من القرى تقوم باجبار سكانها على تركها من خلال منعهم من الخروج الى المزارع والمراعي وممارسة حياتهم واعمالهم هناك”.
توغل بعمق 30 كلم
ويرفض جلبي حجة الأتراك في استهداف المنطقة والمتمثلة بوجود مقرات لحزب العمال الكردستاني فيها، قائلا:”ليس هناك مقرات لقوات البي كي كي في المنطقة، صحيح أن هناك تواجد لعناصرها وتحركات فيها لكن ليس لديهم مقرات دائمية”.
ويلفت الى طبيعة العملية العسكرية التركية المستمرة منذ اشهر في سيدكان والمناطق الحدودية الاخرى، وعن عمق التوغل التركي “العمليات العسكرية التركية بطيئة جداً، لأن هناك مقاومة من قوات البي كي كي بالاضافة الى وعورة المنطقة كونها جبلية والتنقل فيها صعب”.
ويتابع:”لكن القوات التركية التي عبرت الحدود حاولت التمركز في معسكرات دائمية وربطها ببعضها عن طريق فتح ومد طرق وشوارع خلال التوغل، ولحد الان وصل التوغل الى عمق 30 كم وهو مستمر، ففي الايام الأخيرة وصلت القوات التركية الى بعض القرى القريبة من الحدود الايرانية في منطقة كيلة شين المعروفة بمراعيها الصيفية”.
منع الزراعة والرعي
ويشير مدير ناحية سيدكان الى الوضع المعيشي لمواطني هذه القرى:”سكان سيدكان يعتمدون على الزراعة وتربية المواشي والرعي، وهناك مراعي صيفية خصبة في حدود الناحية الشمالية المعروفة بكيلة شين يلجأ اليها كل سنة في فصلي الربيع والصيف عدد كبير من أصحاب المواشي والاغنام من مناطق الاقليم الاخرى، ولكن في هذه السنة بسب القصف التركي المستمر والقتال الدائر لم يقم معظم أصحاب المواشي باللجوء لتلك المراعي وأضطر الكثيرون الى بيع مواشيهم”.
ويؤكد جلبي :”كما ان القوات التركية تمنع أهالي القرى من العمل في مزارعم ورعي مواشيهم بحجة ضمان سلامة ارواحهم وكون المنطقة أصبحت عسكرية لذا يجب الابتعاد عنها”.
ويناشد مدير ناحية سيدكان الحكومة العراقية الى وضع حد لهذه الظروف الصعبة التي يعيشها اهالي قرى ناحية سيدكان ووقف التوغل التركي وحماية أهالي المنطقة من القصف المستمر، قائلاً: “إقليم كردستان جزء من العراق وحماية حدود البلاد تقع على عاتق الحكومة الاتحادية”.
ويستطرد “صحيح ان هناك قوة عسكرية باسم حماية الحدود تابعة لوزارة الدفاع العراقية موجودة في المنطقة ولكن هذه القوة صغيرة جداً وليس باستطاعتها أن تغير شيئا من الواقع، لذا نناشد الحكومتين في إقليم كردستان والحكومة الاتحادية وضع حد لهذا الوضع”.
ويخلص الى القول ان “ناحية سيدكان برمتها معرضة لتصبح ساحة قتال بين القوات التركية المستمرة في توغلها وبين حزب العمال المستمر في تحركاتها، بالتالي تصبح المنطقة مهجورة بكاملها”، مبينا أن القوات التركية المتوغلة “اصبحت الان تبعد حوالي 40 كم فقط من مركز الناحية”.
ت:س. ن