“كورونا”… الفايروس الذى يأبى الرحيل

ب. د. هشام يوسف بايزيد*

انا الذي اجتاز القارات ونشرت وأنشر الرعب والفزع في كل بقاع العالم … وكشفت مدى هشاشة أنظمتكم الصحية …دمرتُ الاقتصاديات ونشرت الفقر …والعالم قد يكون على ابواب مجاعة (حسب تقارير منظمتكم/ منظمة الصحة العالمية).

أنا الفايروس الغامض القاتل المراوغ لكل دفاعات أجهزتكم المناعية… اختار من لديهم مناعة ضعيفة وأقتلهم… واصيب من مناعتهم قوية وأخادعهم باستجابات مناعية بركانية (عاصفة مناعية) وأقتلهم… أُصيبُ قسماً اخر وأرحل مخلفاً له رئتين هزيلتين مدى الحياة… وقد يشفى قسم كبير منكم ولكن  أولد مناعة هزيلة لن تدوم طويلا  (غير مستديمة)  و قد أعود للضيافة عندكم بعد فترة وجيزة…!

 أنا الذي لا أكترث ولا أستجيب للعلاجات والأدوية… لقد جربتم كل شيْ معي وضدي … ويا للسخرية فحتى رؤساؤكم افرحوكم ب “كلوروكوين” ومثيلاته للقضاء عليَّ… انه دواء للملاريا وليس لعائلتي وعرفتم مدى خطورته… ومن ثم حاولتم مع عدة أدوية  أُستعمِلت ضد أقراني من الفايروسات سابقا مثل الأنفلونزا و فايروس الأيدز والأيبولا ولم تنجحوا في كبح جماحي… واستعنتم بعدة ادوية اخرى مثل “مضادات التخثر” ولم تتوصلوا الى حلٍ  أوتكشفوا الى ما احدثه من دمار فى كل اعضاء أجسامكم وعلامات التخثر المنتشرة التى اولدها…

      قبل ايام تعالت الأصوات من روسيا لدواء قديم جديد “أفيافير” الم اقل لكم هذا لم يقتل قرينتي وزميلتي فايروس الـ( انفلونزا) سابقا ومنذ 2014 وسوف ننتظر ما ذا ستفعلون… كم هو مضحك الآن وأنتم تصفقون لدواء رخيص الثمن  ومتوفر عالمياً “ديكساميثازون”… نعم أنه قد ينقذ قسم من الضحايا وهم في حالاتهم الحرجة ولكن ليس كلهم وحذاري من استعماله المفرط…

     أنا الفايروس الذي اسخر من التقدم وتكنولوجيا القرن الحادي والعشرين وأقول لكم: اين لقاحاتكم التى ترصدون لها مليارات الدولارات ؟؟… صدقوني وتأكدوا أن لقاحاتكم  الموعودة لن تجبرني على الرحيل للأبد و سوف أعود وقد تفكرون ملياً  ولا تنسو كيف تعاودون سنويا أعطاء وتصنيع لقاحاتكم ضد زمياتى الـ ( انفلونزا …)

    اعلموا بأني اود العيش معكم لأمد قريب او بعيد ولن ارحل و رجاء كونوا قريبين مني لا تتباعدوا عن بعظكم حتى اصل اليكم جميعاً…!!!

*استشاري الأمراض المايكروبية  والمناعة الطبية

جامعة زاخو / كردستان /العراق