في ظل الأزمة الاقتصادية في ايران آلاف العمال يشكون حرمانهم من العمل عبر الحدود بعد إغلاق معابر غير رسمية
الأهالي ريبورت
حرم قرار إغلاق المعابر الحدودية غير الرسمية بين إيران وإقليم كردستان، آلاف الايرانيين خاصة من أهالي المناطق الكردية في غربي البلاد من الحصول على فرص عمل في اقليم كردستان في وقت يعاني الايرانيون من ازمة اقتصادية خانقة نتيجة العقوبات الأمريكية على بلادهم.
ومع تراجع فرص العمل الى ادنى مستوياتها في السنوات الأخيرة في ايران، لا يجد آلاف العمال الايرانيين غير العمل كعتالين يقومون بنقل بضائع مختلفة عبر الحدود الجبلية بين العراق وايران ومن دون دفع رسوم.
وكانت الحكومة الإيرانية قد قررت قبل عامين إغلاق المعابر الحدودية غير الرسمية، ويقول قائممقام قضاء قلعة دزة، بكر بايز، إن هذا القرار خلف آثاراً اقتصادية كبيرة على المنطقة، لأنه حرم الكثير من فرص العمل، خاصة العتالين من سكان كردستان إيران الذين كانت معيشتهم تعتمد على العمل في هذه المعابر.
وتبرر حكومة جمهورية إيران الإسلامية قرارها بأنها أغلقت هذه المعابر لتنظيم التجارة عبر الحدود وتعزيز السيطرة على الحدود والحد من التهريب وحماية المنتج المحلي.
ومع اشتداد الأزمة الاقتصادية اضطر عشرات آلاف الايرانيين من سكان المناطق الكردية غربي البلاد الى البحث عن فرص عمل خارج ايران وخاصة في اقليم كردستان، ويعمل الجزء الأكبر منهم بشكل غير رسمي في الاقليم وينشطون في قطاع البناء والخدمات لتأمين متطلبات عوائلهم، حيث يدخلون مدن الاقليم بصفة سياح او زائرين.
تأثرت تجارتنا
ويقول أحمد قندولي، الذي كان يملك محلاً لتبادل البضائع عند أحد المعابر غير الرسمية، إنه كان يملك هذا المحل منذ نحو ثلاثة عقود، وأن هذه المعابر أغلقت في السابق عدة مرات ولكن بصورة مؤقتة، ولم تغلق بصورة دائمة كما هي الحال الآن، وفق ما نقلته شبكة رووداو.
ويقول قندولي: “لم نأت ببضائع مهربة لنقلها إلى الجانب الآخر للحدود، كان لكل البضائع أوراق رسمية، وكانت مطلوبة في (سردشت)، ولم نكن نقبل التعامل بأي بضائع ممنوعة في الجانب الإيراني”.
وإلى جانب فرص العمل التي كانت هذه المعابر توفرها بصورة مباشرة، فإنها كانت توفر فرص عمل لباعة وأصحاب مقاهي ومطاعم في المعابر، ويقول (محمود) الذي كان له محل لبيع السكائر والبسكويت وغير ذلك، إن كل معبر كان يوفر ما بين 3000 و4000 آلاف فرصة عمل لسكان جانبي الحدود.
رحيل السكان
كان لهذا النوع من التجارة تأثير كبير على الحياة الاقتصادية ومعيشة سكان المناطق الحدودية في ايران، التي هي مناطق مغلقة غير نامية اقتصادياً، فقرية (قندول) التي كانت تتألف من 50 داراً اضطر سكان 40 داراً فيها إلى الرحيل عنها بعد إغلاق المعبر الحدودي القريب من القرية. لأن السكان لم يكونوا يمارسون عملاً يذكر في مجالات الزراعة والصناعة، وكانوا يعتمدون أساساً على التجارة الحدودية.
ويعمل آلاف العتالين في نقل البضائع عبر الحدود وفي نقاط ومعابر غير رسمية، والتي شكلت طوال عقود مصدرا رزق لهم ولعوائلهم، في مهنة تعد شديدة الخطورة فهي تتطلب عبور مناطق جبلية وعرة وطرق ملتوية لايصال البضائع الى مقصدها ما يهدد في الكثير من الأحيان حياة العاملين فيها.
ويقول قائممقام قلعة دزة لشبكة رووداو: حاولنا مرات عدة من خلال حرس الحدود وكذلك محافظ السليمانية، إعادة فتح المعابر، لكن بلا جدوى
إغلاق هذه المعابر الحدودية غير الرسمية جعل مستقبل الحياة في هذه المناطق يواجه المجهول، وبينما أعلن محافظ سنندج (كوردستان إيران) أن المعابر الحدودية غير الرسمية سيعاد فتحها قريباً، فانه لا يعرف متى سيتم فتحها وهل سيعاد فتحها جميعاً أم لا.