علامَ يا قوم؟
شعر: هشيار ريكاني
ترجمة: ماجد الحيدر
هي ذي كالحاتُ الغيوم
ترمي اليومَ شمسَ الصباحِ التي
طالما لثَمتْ مُحَيّا النرجسِ
خلف الصقيع وأَعجازِ الشجر.
علامَ يا قوم؟
…
ذاك الكثيبُ
من ثلج الجبال الذي
طالما لعقَتهُ ألسُنُ المسافرين
من حَرِّ حبنا
هو ذا اليوم نارٌ موقَدة
علام يا قوم؟
…
وحديقتي تلك التي
حفرتُها بأظافري
وسقيتُها بدمي
أجدبَتِ اليومَ فلا
وردةٌ أو برعمٌ
علام يا قوم؟
…
وذاك البلبلُ الذي
عشِقَ الرياضَ والجبال
هو ذا اليوم حبيسُ القفص
ناكسَ الرأس حزينا كسيرا
علام يا قومي.. علام؟
…
لكنْ غدا
ذلك المسافرُ الظمِئ
سينثر النرجسَ على إزار الثلج
وتذوب قبالتها النيران!
حطّمِ القضبان إذن، أيا بلبلُ
وطِرْ نحو الجبال
بدَّد كالحاتِ الغمام
وانهل، في ضياء الفجر،
من شفاهِ الورود !
*كتبت في سجن “ابو غريب” عام 1987 وغناها الفنان حسن شريف.