تواصل خطوات اعادة الثقة بين احزاب المجلس الوطني الكردي وقوى الادارة الذاتية شمال سوريا
الأهالي ريبورت:
بعد سنوات من القطيعة والصراع السياسي تتواصل خطوات اعادة بناء الثقة بين أحزاب المجلس الوطني الكردي القريب من تركيا والممثل في الائتلاف السوري المعارض، وبين حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يقود الادارة الذاتية في شمال شرق سوريا ولديه مواقف متقاطعة مع تركيا والائتلاف السوري المعارض.
وذكر عضو المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي الكردستاني السوري، محسن طاهر، أن هناك عدة نقاط لم يتم تفعليها بعد في مبادرة بناء الثقة وتوحيد الصف الكردي في كردستان سوريا، حسب المبادرة المبرمة بين أحزاب المجلس الوطني وحزب الاتحاد الديمقراطي لحل المشاكل بين الطرفين وتوحيد قواهما للتعامل مع التحديات ومعالجة القضايا التي تهم أهالي مناطق شمال شرق سوريا.
وقام المجلس الوطني الكردي بإعادة فتح مكاتبه في كل من كوباني وديرك بعد سنوات من إغلاقها من قبل الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا التي يقودها حزب الاتحاد الديمقراطي، كأولى خطوات إعادة بناء الثقة بين الطرفين، بعد مبادرة قوات سوريا الديمقراطية لتوحيد الصف الكردي السوري
وطوال سنوات انتهج المجلس الوطني الكردي السوري سياسات تتقاطع مع سياسات حزب الاتحاد الديمقراطي في عدة مسائل بما فيها ما يتعلق بالموقف من المعارضة السورية المسلحة ومن تركيا، حيث ان المجلس الوطني ممثل في ائتلاف قوى المعارضة السورية ويشترك في اجتماعاته ويمثل في مؤتمرات جولات السلام المتعلقة بالمعارضة السورية وان لم يملك دور حقيقي فيها.
في حين ان حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يسيطر عمليا على مناطق شمال سوريا ويملك النفوذ الاقوى في الشارع الكردي السوري، غير ممثل في الائتلاف السوري بسبب رفض انقرة لذلك واعتباره منظمة ارهابية موالية لحزب العمال الكردستاني.
أسس الثقة ومتطلبات الشراكة
وقال محسن طاهر، ان النقاط التي تنتظر التفعيل لانجاح مبادرة بناء الثقة وتوحيد الصف الكردي في سوريا، تتمثل في إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين من أعضاء أحزاب المجلس الوطني الكردي والمحتجزين في سجون الادارة الذاتية، وعودة السياسيين المنفيين إلى العمل في كردستان سوريا، وفتح مكاتب المجلس الوطني الكردي في سوريا وأحزاب المجلس وهي خطوة بدأت بالفعل خلال الأيام الماضية.
وأضاف طاهر :”نريد أن نصل إلى المستوى الذي ينبغي أن نصل إليه، لتوحيد الموقف الكردي، ولنخاطب دمشق والعالم بخطاب كردي موحد، سوريا بكردها وكل مكوناتها تمر بمرحلة صعبة، وعلى الجميع التفكير في توحيد الخطاب السياسي ووحدة الصف الكردي في مواجهة المستجدات التي تواجهها المنطقة”.
وتابع متحدث لموقع شبكة رووداو الاعلامية، أنه على حزب الاتحاد الديمقراطي “القبول بتقديم استحقاقات الشراكة، وأن لا يستأثر بكل الجوانب الاقتصادية والعسكرية والجوانب الأخرى لنفسها، وأن عليه إظهار موقفها بشكل جدي عبر الإعلام”.
التفاوض مع دمشق
وبشأن التفاوض مع الحكومة السورية، ومشاركة المجلس في الوفد الكردي المقرر أن يتوجه للحوار مع النظام، قال محسن طاهر: إن “القرار يعود للمجلس الوطني وسنفعل ما تمليه علينا مصلحة الشعب الكردي، نحن الآن نحاور النظام عبر جينيف ولجنة كتابة الدستور”.
وكانت الحكومة السورية قد دعت الأطراف الكردية الى زيارة دمشق للتفاوض بشأن حل القضية الكردية. ورحب قادة الإدارة الذاتية بالحوار لكنهم أبدوا رغبتهم بتشكيل وفد تفاوضي موسع وقوي يشمل جميع القوى الكردية الى جانب القوى العربية ليمثل المفاوضون كل أبناء المنطقة.
وذكرت الهيئة التنفيذية لـ”مجلس سوريا الديمقراطية” ان الحكومة السورية وافقت على بدء المفاوضات بشأن مناطق الادارة الذاتية، مبينة ان دمشق وافقت على تشكيل لجنة عليا لمناقشة مصير مناطق الإدارة بوساطة روسية، مشيرة الى بدء حوارات لكن المباحثات لم تبدأ فهي تتطلب وضع اجندة محددة.
وكان عضو هيئة الرئاسة في المجلس الوطني الكردي، نعمت داوود، قد قال ان المجلس قرر إعادة فتح مكاتبه في مناطق الادارة الذاتية الكردية في شمال وشرق سوريا بعد سنوات من اغلاقها نتيجة الخلافات مع حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يقود الادارة الذاتية مع عدة احزاب صغيرة.
وجاء قرار المجلس الوطني الكردي بفتح مقراته في شمال سوريا، بعد سلسلة مباحثات جرت بين الجانبين في اقليم كردستان وفي مناطق الادارة الذاتية فضلا عن الاجتماعات التي عقدتها أحزاب كردية مع نائب وزير الخارجية الروسي والتي جرت في كل من العراق وسوريا وتركزت على ضرورة توحيد المواقف الكردية وتقديم رؤية محددة للحل الى الوسيط الروسي بشان الاتفاق مع دمشق.
وقال داوود في تصريحات لشبكة رووداو الإعلامية، إن المجلس الوطني الكردي سيتخذ الإجراءات الكفيلة بإعادة فتح مكاتبه في كردستان سوريا بعد سنوات من اغلاقها. وتأتي الخطوة وفق مراقبين للشأن الكردي السوري في اطار حلحلة الاشكالات بين القوى الكردية السورية والتوصل الى توافق بينها تمهيدا لعملها بشكل مشترك في مسار المفاوضات مع الحكومة السورية.
وكانت الإدارة الذاتية، قد أعلنت في 17 كانون الأول الماضي عن “إسقاط القضايا المرفوعة أمام القضاء بحق شخصيات وقيادات في المجلس الوطني الكردي”، وتعهدت بكشف مصير المعتقلين، وأكدت أنه “لا يوجد عائق قانوني أمام المجلس الوطني الكردي لمزاولة نشاطاته بناءً على مبادرة أطلقها قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي.
تفاهمات لتوحيد الصف
بدورها، أكدت هيئة رئاسة المجلس الوطني الكردي في سوريا في 22 كانون الاول الماضي، إن ما صدر من حزب الاتحاد الديمقراطي بخصوص مبادرة قوات سوريا الديمقراطية حول وحدة الصف الكردي، خطوة ايجابية شريطةَ أن تنفذ.
ودعت الى العمل “لإيجاد موقف كردي موحد، يفضي إلى شراكة حقيقية، تخدم قضية الشعب الكردي في سوريا، وتعزز دور الكرد في العملية السياسية وفق القرارات الدولية المعنية بحل الأزمة السورية”.
وكان القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي قد أطلق في 16 كانون الأول الماضي، مبادرة لتحقيق وحدة الصحف الكردي وتوحيد الخطاب السياسي مع المجلس الوطني الكردي، مشيراً إلى “استمرار جهود بناء التضامن الكردي بشكل إيجابي، في إقليم كردستان العراق، في إشارة إلى المحادثات التي تجري بين الإدارة الذاتية والمجلس الوطني الكردي.
وأعلنت قسد، في 11 من كانون الثاني الحالي، أنه “بعد التحريات المكثفة في حيثيات عمليات اختفاء أشخاص قدمت أسماؤهم من قبل الهيئة الرئاسية للمجلس الوطني الكردي في سوريا، تبين أن ثمانية من أصل عشرة من الأسماء الواردة، اختفوا في مرحلة الفوضى الأمنية، وتداخل مناطق السيطرة على الأرض، وانتشار الخلايا الإرهابية والاستخباراتية التي كانت تتبع لجهات محلية وإقليمية”.
مباحثات مظلوم وبارزاني
وكان القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، قد تحدث مع رئيس اقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، بشأن اتفاق القوى الكردية في سوريا، وشدد على أهمية الوحدة القومية للكرد في شمال شرق سوريا خاصة خلال الوقت الحالي.
وقال في مقابلة مع المونيتر إن عملية جديدة بدأت لإزالة الخلافات بين القوى في كردستان سوريا، مضيفاً: “لا بد من وجود ممثلين لكل الأحزاب السياسية لكرد سوريا في قسد، ولا يمكن أن يقتصر تمثيل الكرد في المفاوضات مع دمشق على حزب الاتحاد الديمقراطي، وعلى هذا الأساس اجتمعنا مع كل الأحزاب ومنها المجلس الوطني الكردي حيث أكدت جميعها استعدادها لذلك”.
ومضى بالقول: “المجلس الوطني الكردي طلب بعض الإجراءات الخاصة ببناء الثقة ولقد قمنا بذلك، حيث دعا إلى ممارسة عمله بحرية في مناطق الادارة الذاتية وهذا متاح له الآن، كما طالب بالإفراج عن كل السجناء ولقد أنجزنا ذلك أيضاً، وما تبقى يتعلق بالمفقودين، وهذا ليس جديداً فمنذ تأسيس الإدارة الذاتية وقسد، لم يُفقد أحد وهذا إنجاز كبير، مع الأخذ بنظر الاعتبار حقيقة أن الآلاف فقدوا في المناطق الأخرى من البلاد، فمنذ عام 2014 لم يُفقد سوى عضو واحد في المجلس الوطني الكردي ولقد اعتقلنا المسؤولين عن اختفائه والتحقيقات مستمرة حيال هذا الموضوع”.
وتابع عبدي: “في السابق عقدنا ثلاث اتفاقيات مع المجلس الوطني الكردي، وذلك بوساطة من حكومة إقليم كردستان (لكن لم ينفذ أي منها)، وما يتحدث عنه المجلس الوطني الكردي يعود إلى فترة ما قبل وجودنا لذلك هم لا يضعون العوائق أمام التوصل لاتفاقية جديدة”.
واستدرك قائلاً إن المجلس الوطني الكردي يتألف من مجموعات مختلفة، ومن هم في الخارج وخاصة في تركيا يعارضون إبرام اتفاقية جديدة مع قوات سوريا الديمقراطية”.
ورداً على سؤال بشأن قدرة حكومة إقليم كردستان على أداء دور إيجابي في هذا المجال، قال عبدي: “اعتقد أن الأمر هكذا، وخاصة أنني تحدثت مع أخي نيجيرفان بارزاني رئيس إقليم كردستان، حول هذا الموضوع، ولقد وافق على تقديم المساعدة، كما أدلى أخي مسعود بارزاني ببعض التصريحات الإيجابية بهذا الشأن”، مشيرا إلى عقد مؤتمر في المستقبل القريب حول وحدة القوى الكردية في سوريا.
متطلبات التفاوض مع دمشق
وتأتي محاولات القوى الكردية لتوحيد صفوفها كضرورة لمواجهة التحديات الداخلية مع تواصل الهجمات التركية واحتلالها لمناطق واسعة من شمال شرق سوريا وتهجير اكثر من 300 الف كردي من مناطقهم، كما انها تأتي استجابة لمتطلبات دولية بما فيها الرغبة الروسية في اطلاق الكرد لمفاوضات مع الحكومة السورية من اجل التوصل الى اتفاق معها.
وفي هذا الاطار التقى وفد من ممثلي عدد من الأحزاب الكردية في سوريا بنائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في قاعدة حميميم العسكرية الروسية بسورية.
وذكرت شبكة رووداو الإعلامية، أن الوفد الكردي ضم ممثلين من كل من حزب الاتحاد الديمقراطي، والحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، وحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا، مبينة أن الوفد توجه إلى حميميم للقاء موفد الرئيس الروسي للشرق الأوسط وإفريقيا ميخائيل بوغدانوف.
وفي نهاية كانون الثاني الماضي اجتمع وفد من العلاقات الخارجية لممثلية المجلس الوطني الكردي في سوريا، مع بوغدانوف في اربيل، وتركز اللقاء على الموقف الكردي من المباحثات مع دمشق.
وضم وفد المجلس الوطني الكردي رئيس مكتب العلاقات الخارجية للمجلس كاميران حاجو وكلاً من إبراهيم برو، وطاهر سفوك، وإسماعيل حصاف، أعضاء المكتب.
التشديد على وحدة الموقف الكردي
وأكد نائب وزير الخارجية الروسي خلال اجتماعه في اربيل مع وفد المجلس الوطني الكردي، على التزام بلاده بالدعوة لتوحيد الموقف الكردي ليكون “متماسكاً وبناءً ويشكل الأساس للحوار مع الأطراف الأخرى بشكل مسؤول وجدي”.
وقال بوغدانوف في تصريح لمجموعة من وسائل الإعلام: “نتمنى للشعب السوري بكل مكوناته من عرب وكرد وبقية المجموعات الدينية والعرقية أن تعيش بسلام وبشكل طبيعي على أساس التسامح والتعايش السلمي”.
وأضاف: “نتمنى لأصدقائنا السوريين وأصدقائنا في المجلس الوطني الكردي النجاح والتوفيق في مكافحة الإرهاب وحل المشاكل في إطار الحوار الشامل البناء بين كل السوريين”.
ورداً على سؤال بشأن دور موسكو في التقريب بين الأطراف الكردية قال نائب وزير الخارجية الروسي: “نحن دائماً نقول إنه لا بد أن يكون الموقف الكردي متماسكاً وواحداً وبناءً ويشكل الأساس للحوار مع الأطراف الأخرى بشكل مسؤول وجدي”.
وردا على سؤال لشبكة رووداو الاعلامية حول ما إذا كانت روسيا تضغط على الحكومة السورية لتثبيت حقوق الشعب الكردي في الدستور السوري المقبل، قال بوغدانوف: “نحن لا نمارس ضغوطات وهذا ليس أسلوب روسيا، نحن مجرد نقترح ونعطي النصائح من موقع الصديق للشعب السوري”.
ومضى بالقول: “لدى الأصدقاء السوريين الهموم الخاصة بهم لذلك نؤيد كل الحقوق والمقترحات المناسبة لمواقف الجميع على أساس توازن المصالح والتفاهمات المشتركة”.
س ن