تعالَي نستحيلَ كلبين شعر: قوبادي جليزاده ترجمة: ماجد الحيدر (القصيدة التي ألقاها الشاعر في افتتاح مهرجان كلاويز الثاني والعشرين- 2019)
لو كنا، أنا وأنتِ، كلبين
لعشنا معا
في قرية ما،
في حديقة حيوانٍ،
أو وسط قطيع أغنام
لو كنا كلبين سائبين
لجعلنا بيتنا
قريبا من مجزرة ما
وبحثنا معا
عن عظمة وبعض لحم
ونبحنا معا
على الصبية الأشقياء
الذين يرموننا بالحجارة
ولكان الشتاء
بللنا معا
وسخرنا من الصيف،
أخرجنا لسانينا له.
لكنا نبحنا
ساعة نشاء
ورفعت ساقي متى شئت
لأبول على جذع شجرة
أو عمود كهرباء
لو كنا كلبين
لما احتجنا أن نحمل
دفاتر النفوس وبطاقات الهويات
ولكنا عبرنا، دون جوازات للسفر،
كل ما صنعوه من حدود.
لو كنت كلبا وكنت كلبة
لما احتجنا لشيخ نصف أمي
ليعقد قراننا
ولكان زفافنا
في إحدى الخرابات
ولاعتكفتِ بعدها
في ركنٍ ظليل
لتجعلينا أما وأبا
لسرب من جراء:
بنيّة
غبراء
بيضاء
سوداء
وعدونا في حقول خضر
من سنابل الوفاء
لو كنا كلبين
لما عرفنا بائع قماش
ولا احتجنا لخياط
وبقينا، الى الأبد
عاريين ،عاريين كما الماء
وما قال لك أحد:
– علام تنورتك قصيرة يا هذه.
وما صاح بي أحد:
– فليكن سما كأس خمرك.
وما راقب هواتفنا أحد
وما تعقبَنا مئة جاسوس
ولا اخترقوا صفحاتنا
وما ارتجفنا لأشهر ثلاث
في انتظار رواتبنا التقاعدية
ولا كنا مدينين للماء والكهرباء
ولا أنفقنا نصف رواتبنا
على الأدوية والحبوب
وما كنا محاصرين بالخوف
حين نرتاد المقاهي.
لو كنا، أنا وأنت، كلبين
لما ترددتُ على صانع العوينات
وما فكرتِ يوما بتجميل أنفك.
وما سألنا أحد: لماذا لا تقبّلان الحجر الأسود
ولا ترجمان الشيطان؟
لو كنا كلبين
لما اقتطعنا شبر أرض لقبرينا
ولا أملينا اسماءنا الثلاثية
على خطاط شواهد القبور.
ولا كنا مستأجرين
ولا اضطررنا لتحمل ضيوف ثقال
يثقبون رأسنا بالأكاذيب
لو كنا كلبين
لما أرغمتِ على العمل
لمنظمة نسوية
ولا اضطررت لحمل سلاح
لهذا الحزب أو ذاك
ولا داومنا هكذا على
تبديل خنادقنا وسُفراتنا
فتعالي نستحيل كلبين
تعالي نستحيل كلبين