تعارف
شعر: دلشاد عبد الله
ترجمة: ماجد الحيدر
تعرفتُ في حياتي على أناسٍ
ما خِلتُ يوما أن أعرفهم.
رجلُ بشروالٍ وقميص
جاءني في الجريدة التي أدرتُ تحريرها
وتخلص شيئا فشيئاً، مع المقالات النارية،
من شرواله
وصار يرخي العنان للمانشيتات
حسبما تشاء الزوايا.
عناوين مقالاته المشاكسة
أحدثت لغطاً كبيرا
لكنني ساندته، ولم أدعه ينكسر
حتى غدا، بعد أعوام، رئيس تحرير!
كم أشعر بالفخر لأنني
لم أدعه ينكسر!
…
ثمة شخصٌ كان يتسكع
مفلسا، عاطلاً، هنا وهناك،
بمكالمة واحدة
جعلته نائبي في مجلتي
فلامني المراسلون:
كيف جعلتَ صاحبك وكيلاً عنك؟
ولم تمض أعوام حتى
غدا كاتباً شهيرا.
يا للفخر!
…
لو أن قوة الخلق دفعتهم إليّ
فلها الشكر والثناء.
أما أنا فلولا الشعر
لغدوت موظفاً منحرفا
منتظرا –لتعاستي- في إحدى المحطات.
بيد أن الشعر أمسك بيدي
“مُلزَمٌ أنا على إنقاذك” قال لي
“من إيقاع الكَدَر والخَراقة
وقيود الاعتياد و أسيجة المحافظين”
والآن، وأنا مالكٌ لصوتي
فخاري أكيدٌ، ولكن بمن؟
بالشعر طبعا لأنه لم يدعني
أغدو امرءاً فاشلا!