تركيا تواصل خطواته التصعيدية ضد الكرد
إقالة ثلاثة رؤساء منتخبين لبلديات كردية واستمرار القصف على اقليم كردستان
الأهالي ريبورت:
أقالة وزارة الداخلية التركية، ثلاثة رؤساء بلديات من “حزب الشعوب الديموقراطي” الموالي للكرد، انتخبوا في آذار الماضي، من مناصبهم لاتهامهم بالقيام بأنشطة “إرهابية” وفق ما أعلنته الوزارة، في خطوة ستهدد بمزيد من التوتر بين الكرد والحكومة التركية وتدمير المحاولات الأخيرة لوقف القتال واطلاق مشروع جديد للسلام.
وأقيل كل من عدنان سلجوق ميزراكلي رئيس بلدية دياربكر، وهي اكبر المدن الكردية في تركيا، ورئيس بلدية ماردين أحمد تورك ورئيسة بلدية وان بديعة أوزغوكتشي إرتان، الذين انتخبوا على رأس هذه المدن الواقعة جنوب غرب تركيا خلال الانتخابات البلدية في 31 آذار.
وأوضح بيان الداخلية التركية أن الشخصيات الثلاثة المبعدة متهمة خصوصاً بالانتماء إلى “منظمة إرهابية” وبالقيام “بدعاية إرهابية”.
وكان حزب الشعوب الديمقراطي قد نجح في اتعادة معظم رئاسات البلديات الكردية من حزب العدالة والتنمية الحاكم، بعد سنوات من اقالة معظم رؤساء البلديات تلك المنتخبين من الشعب وفق اجراءات اعقبت محاولة الانقلاب العسكري في تركيا.
واعتبر مراقبون سياسيون ونواب كرد ان الخطوات التركية تفرغ اي محتوى للديمقراطية التركية، وتهدد باعادة البلاد الى سنوات الاستبداد المطلق خاصة مع استمرار اعتقال النواب الكرد المنتخبين، واكثر من خمسة آلاف من قيادات وكوادر حزب الشعوب الديمقراطي الممثل للكرد.
ويتعرض “حزب الشعوب الديموقراطي”، الذي يتهمه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بالارتباط بحزب العمال الكردستاني وهو منظمة مصنفة “إرهابية” من قبل أنقرة وحلفائها الغربيين، لحملة قمع شديدة منذ عام 2016 مع توقيف رؤسائه ونواب ينتمون إليه.
وعيّنت الحكومة التركية مدراء على رأس 95 بلدية من بين 100 وبلديتين فاز برئاستها موالون للكرد خلال انتخابات عام 2014، وتريد اعادة تلك الخطوة مجددا.
وهدد الرئيس التركي بتكرار هذا الإجراء قبل انتخابات آذار التي خسر فيها معظم المدن الكردية الى جانب المدن التركية الرئيسية اسطنبول وانقرة وازمير.
واستبدل رؤساء البلديات الثلاثة حتى الساعة بحكام محافظاتهم المعينين من قبل الحكومة، بحسب وزارة الداخلية.
ووضعت بلدية دياربكر تحت رقابة مشددة صباح الاثنين وفق صحافي من وكالة فرانس برس في المكان.
وأعلنت وكالة الأناضول الحكومية في الأثناء عن توقيف 418 شخصاً الاثنين خلال عملية واسعة ضد حزب العمال الكردستاني في كافة أرجاء البلاد.
وتعتقل السلطت التركية رئيس حزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين ديمرتاش منذ اكثر من عامين، بتهمة دعم الارهاب، وهو يواجه تهما قد تصل مدد الحكم عليها الى عشرات السنوات، رغم اعتبار الكرد لكل تلك التهم بانها سياسية.
ويتهم أردوغان حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للكرد بأن له صلات بحزب العمال الكردستاني. وينفي الحزب ذلك ويقول إن الحكومة تستهدفه جورا.
وتهدد الاجراءات التركية هذه، بنسف محاولات وقف القتال واعادة بناء السلام التي اطلقها زعيم حزب العمال الكردستاني المعقتل عبدالله اوجلان قبل ايام.
وأكد اوجلان الاستعداد لحل مشكلات المنطقة وتجنيبها ويلات الحرب. وجاء في رسالة بعث بها الى تركيا والمجتمع الدولي ونقلها مكتب القرن الحقوقي الخاص بأوجلان بعد زيارة قام بها محامو اوجلان الى سجن ايمرالي حيث يعتقل فيه اوجلان من عام 1999.
وجاء في بيان للمكتب ان اللقاء الأخير مع اوجلان تمحور حول العلاقات الكردية التركية وتهديدات الحرب والنقاشات حولها.
وحسب البيان فإن أوجلان قلق جدا “من السياسات القائمة على التلويح بالحرب”، لافتاً إلى أن “الخسائر الإنسانية، السياسية والاقتصاديّة التي تمّت خلال 40 عاماً وأن الإصرار على مواصلة هذه السياسات، سينجم عنه عواقب وخيمة على عموم المنطقة”.
ونقل البيان عن أوجلان قوله “أعمل على أن يكون للشعب الكردي مكانة رفيعة. تعالوا نحلّ المشكلة الكردية معاً, وأقول إنه وخلال أسبوع يمكنني إنهاء احتمالية الحرب وسأضع الحلول وأنا واثق من نفسي وأنا جاهز من أجل الحل ويحب على الدولة التركية القيام بما يقع على عاتقها في هذا الإطار”.
قصف تركي
الى ذلك قصفت طائرات حربية تركية يوم الاثنين سفوح جبال قنديل، ما ادى الى وقوع اصابات بين المدنيين.
وقال يوسف ناودشتي وهو مواطن مطلع على القصف التركي لموقع دواڕۆژ، ان “طائرات حربية للجيش التركي قصفت بعنف قرية (بولييان) بسفوح قنديل، ادى الى الحاق اضرار كبيرة بممتلكات المواطنين”.
واضاف ناودشتي، ان “القصف تسبب باصابة شخص من القرية يدعى (عبد الله احمد) تم نقله الى مستشفى رانية للعلاج”، مبينا ان “القصف الحق خسائر كبيرة ببساتين ومزارع ومنازل المواطنين في تلك القرية”.
كما شنّت المقاتلات التركية الحربية، الاثنين، قصفا استهدف قرية تابعة لناحية بمحافظة السليمانية. حيث طال القصف منزلاً في قرية “بولي” التابعة لناحية “سنگسر” مما ادى الى تدمير المنزل واصابة مدنيين اثنين احدهما جروحه خطيرة.
وكثفت الطائرات التابعة لسلاح الجو التركي خلال الايام القليلة الماضية غاراتها على مناطق في اقليم كردستان بذريعة استهداف مواقع لحزب العمال الكردستاني المعارض لنظام أنقرة.