2024-11-28

بوسترات شعرية شعر: بيار بافي ترجمة: ماجد الحيدر

2

1
(الدولة.. الدولة!)

عبّ الكأس الأول.. احمرت عيناه
قلبه فقط .. ظل صاحيا.
في الكأس الثاني ارتجفت يداه
وتدلى عنقه فوق الكتفين
في الكأس الثالث دار رأسه
وأزبد فمه كما النهر
وقبل أن يتمها أربعه
هوى على المنضدة
وصاح بعلو صوته:
الدولة.. الدولة!

2

(غرفة التصويت)

يا للغرابة!
غرفة التصويت هذي
تخالها واقعة
تحت سطوة سبعين
من رقى الساحرات
وبيارق أمراء الجن:
الباب والجدران والنوافذ
الكراسي والصناديق والناخبون
حتى الكاتب والبواب
كلهم.. مسخوا حجارةً
استحالوا تماثيل صماء
وكلهم لا يتذكرون، لا يحفظون
غير كلمة وحيدة:
العشيرة.. العشيرة.. العشيرة!

3
(تعريف الحرب)

هي كل ما اسمه الحرب
اسمه القتال
ويرتدي ثوبا بلونين
خارجه: الدين والشرف والوطن
باطنه: الملك والسلطة والمال!

4
(وعد موسى)

في أواخر أيامه
طلب موسى لقائين
واحداً مع رب العباد
وآخر مع السيد المحافظ
الله استجاب له سريعا،
لاقاه في الغد
وكلّمه على الطور
لكن السيد لم يقرأ بعد
طلبه الملقى
على مكتب السكرتيرة!

5
(غجري)

على يمينه: كومة ألواح وجذع شجرة
على يساره فأس ومنشار
وأمامه مطرقة ومسامير
مباركة يداه.. هذا الغجري الفقير
مباركة أنامله:
بطن شبعى وعشرة جائعات!
إن سألته سيخبرك أنه
يجيد صنع كل شيء
إلا ذاك الذي اسمه: الكرسي!

6
(أسود الأمس.. ثعالب اليوم!)

حسنا.. الكهوف والثلج والطائرات
شاهدة على أمسك المضيء
وبصوت واحد تقول:
هذا الفدائي.. فعل كل ما بوسعه
لكن الليالي الحمراء والقصور والتلال
شاهدة على حاضرك الأسود
وكلها تقول وتعيد:
هذا المافيوي.. حمل كل ما بوسعه!

النتيجة إذن،
حاصل الأمس واليوم
صفرٌ ليس غير!