2024-11-28

بعد ان انتج لوحات عنوانها الجمال الانطباعية والسوريالية تبحر في مخيلة الفنان التشكيلي فارس تمر

فارس11

دهوك الاهالي ريبورت
بطريقة راقية تأخذ المتذوق للفن الى عالم روحاني وفكري ممتع رسم التشكيلي فارس تمر لوحاته، التي زين بها زوايا وجدران منزله وورشته.
لوحات انطباعية وسريالية رسمها بفرشاته ليحدث المتلقي عن معاني ومضمون الانسان والمجتمع بأزمنة مختلفة وبطريقة سلسة،”الاهالي ريبورت” التقته ففتح صرة ابداعة لها قائلا”: منذ الطفولة بدأت بوادر الفن في الرسم كنت ارسم كل شيء في البيت ثم المدرسة، والذي اسهم بشكل كبير في صقل موهبتي هو تشجيع والداي والمعلمين لموهبتي الفطرية في مجال الرسم، اذكر يوم انتقلنا الى منزل جديد فكانت جدرانه بيضا، فأقترح والدي ان ارسم شيء من مخيلتي على جدران صالة الضيوف بألوان مميزة كان قد اشتراها لي مسبقا، فلبيت طلبه ورسمت لوحة عبارة عن منظر طبيعي، بعد ان شاهدت والدتي اللوحة رغبت بأن تكون في غرفتها لوحة مشابهة، على اثر ذلك تحولت كافة غرف المنزل الى لوحات ورسومات فنية فأصبح لدي دافع قوي للابداع” .
واضاف تمر :” كان المعلمين وزملائي في المدرسة يقولون انت ستكون فنانا كبيرا وان مستقبلك ليس في الدراسة بل في الرسم والفن، فبدأت مسيرتي الفنية في الرسم حيث شاركت في المعارض المدرسية بعد ان وفرت لي ادارة المدرسة مستلزمات الرسم من الاصباغ والالوان والفرش”.
وعن كيفية صقل موهبته الفنية يقول فارس تمر :” لم ادخل معهد فني او اكاديمية فنية انما صقلت موهبيتي ذاتيا، حاولت ان ادخل معهد الفنون الجميلة في السلمانية فلم يحالفني الحظ فساعدني والدي بفتح مشغل للرسم والاعلانات ما فتح لي افاقا جديدة لممارسة هوايتي والوصول الى الابداع في الرسم، فكان هذا المرسم او المحل ملتقى للاصدقاء المتذوقين للفن والمبدعين فيه، كنت بين الحين والاخر استشيرهم في عند رسم لوحة معينة للاستفادة من خبراتهم وذوقهم”.
يشير الفنان الى انه يطور ذاته بأستمرار بقراءة الكتب التي تتعلق بفن الرسم والتشكيل ليعوض الفرصة الضائعة بقبوله في معهد الفنون الجميلة، ويقول انه يرسم بأستمرار اينما يكون، وانه اكثر الوقت ممسك الفرشاة وامامه لوحة حتى حين زيارته للاقارب والاصدقاء.
اما عن معارضة الفنية الخاصة والمشتركة فأوضح فارس:” منذ العام 1992 ولغاية العام 2000 اقمت ستة معارض خاصة فكنت في قمة نشاطي الفني حيث كنت اواصل النهار مع الليل في الرسم من اجل اقامة تلك المعارض، ولي ما يقارب اكثر من 60 مشاركة في معارض فنية داخل وخارج الاقليم”.
ويضيف:” خلال اقامتي للمعارض اعتني بجميع اللوحات ولا افضل لوحة على اخرى فأنا احب لوحاتي وكأنهم اطفالي اجاملهم اضحك معهم اداعبهم انظفهم لكن هناك لوحة اعتبرها الاجمل روحيا وهي “سنان” او “مجنون زاخو”، فسنان هو ذلك الذي يتكأ على صخرة ما بجسده وهيئته المعروفة لدى أهل زاخو بملابسه البسيطة ولحيته الكثيفة، وهو تجسيد لشخص حقيقي من المجتمع تعرفت عليه منذ زمن وهو يعرفني ايضا وكأنه في اتصال إنساني غير منظور بيننا فكلما اراه في أي مكان أو يسمع صوتي يصيح بأعلى صوته ينادي اسمه، فمن خلال اللوحة يوصل رسالة الرحمة، وقد كتبت على يسار اللوحة بالخط الكاريكاتيري “ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء”، فاهتمامنا بالفقراء والضعفاء والمجانين والمساكين والمحرومين قضية إنسانية مهمة جدا، فلا يمكن هذا الإهمال واللا مبالاة من المؤسسات الحكومية والأنظمة الإنسانية التي تدعي وترفع شعار حقوق الإنسان أن لا تراعي مثل حال “سيبان” وغيره”.
الفنان فارس تمر ناشد المعنيين لمراعاة من يعيش مثل حالة ” سيبان ” وتقديم العون لهم ورعايتهم فكريا وصحيا واجتماعيا.
الواضح في اعماله الفنان انه يهتم بالتراث والفلكلور الكوردي والمرأة الكوردية فهو جسد في لوحاته المهد الخشبي وقطع من السجاد اليدوي القديم وجعبة مزركشة كان يحملها الفلاح وراعي الغنم يحمل فيها زاده وماءه وما يحتاجه، فرسم اجمل اللوحات بمزيج بهي من الألوان الغامقة والفاتحة الأحمر والأخضر والأسود والأصفر.
جاء حبه للتراث من قريته التي خزن صورها بذاكرته فهو يعتبر كوردستان كلها خزين ثري لأعماله التشكيلية على ما يقول ويضيف :” ان لوحة الدومينو التي رسمتها جمعت مدرستين الانطباعية والسريالية أذ ان قطع الدومينو بلونها الأبيض والنقط السوداء فوقها جعبة فلكلورية بألوانها الغامقة تخرج منها يد قوية عليها آثار التعب والعمل هي تجسيد لكيفية قضاء الوقت بالعمل بعيدا عن اللعب، فالإنسان الحقيقي بعمله وإنتاجه يعكس وجوده وفائدته للمجتمع، وهناك لوحة فانوس الذي اعتبرته رمز للطبقة الفقيرة المضحية دائما في المجتمع لكن هذه المرة هي يد مسالمة جميلة تخرج من الفانوس بألوانها الفاتحة لتعكس المحبة والسلام والتعايش والتسامح والتقارب المجتمعي بين الطبقات ، وتلك اللوحة اختيرت في المهرجان التشكيلي في السليمانية من بين ” 174 ” فنانا تشكيليا لتجوب معارض العالم كله، وأول محطة عالمية كانت ألمانيا”.
ولم ينس التشكيلي تمر في لوحاته ان يجسد الطفولة البريئة فقد رسم لوحة ” المصيادة” التي عبرت عن اشياء كثيرة من ضمنها طفل يوجه مصيادته صوب المتلقي وكأنه يقول له قف مكانك ولا تتعدى حدودك كنوع من برائة طفل جريئ، وبذلك فأن الفنان استطاع بجهوده وإبداعه وثقته بنفسه ان ينتقل بفنه من المحلية الى العالمية.
الجدير بالذكر ان الفنان فارس تمر درويش من مواليد 6 / 6/1972 قرية بيزهي / زاخو – دهوك، خريج إعدادية زراعة زاخو 1992 م، لدية ستة معارض شخصية ، واكثر من 70معرض مشترك داخل وخارج العراق، في العام 2005 م عين موظفا في دائرة الثقافة بزاخو ، وفي عام 2010 عين مديرا لكاليري زاخو، وفي العام 2012 تم انتخابه كمسئول للبيت التشكيلي في زاخو وهو ما زال بمنصبه .
حصل على العديد من الجوائز والشهادات التقديرية .
تم اختيار بعض لوحاته لأغلفة المجلات والكتب داخل وخارج العراق وخاصة في السويد .