2024-11-28

الانتخابات النيابية في العراق ورؤية الحزب الديمقراطي الكوردستاني

الانتخابات

        منذ تأسيسه في آب 1946، وطوال حراكه السياسي في الساحة السياسية العراقية سعى الحزب الديمقراطي الكوردستاني للمساهمة الفاعلة في تأسيس الدولة العراقية انطلاقاً من مبدأ العدالة والمساواة والشراكة الحقيقية لادارة الحكم بين مختلف تلاوين ومكونات الشعب العراقي وعلى أساس مفهوم المواطنة ودولة المؤسسات القانونية الكفيلة بضمان الحقوق والحريات الديمقراطية للمجاميع والأفراد، لكنه لطالما ووجه بسياسات خاطئة من قبل الأنظمة العراقية المتعاقبة التي كانت تسعى لهضم الحقوق الطبيعية للشعب الكوردي وكذلك المكونات الأخرى اضافة الى سياسات قمع الحريات الفردية والممارسة الديمقراطية بخاصة بعد تغيير النظام الملكي في تموز 1958 إذ تنصل النظام الجمهوري من الحقوق الطبيعية للشعب الكوردي وهي حقوق قومية طبيعية ( سياسية وثقافية ولغوية واجتماعية واقتصادية وقانونية دستورية) لأية مجموعة بشرية في مختلف بقاع الأرض، ورغم الشعار الذي تبناه هذا الحزب كنهج ذات مصداقية والذي هو ” الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكوردستان” الا أن نمطية الحكم لدى الأنظمة المتعاقبة لم تبال بخطورة وأهمية هذه القضية، بل لجأت هذه الأنظمة الى أساليب القمع التي جعلت الحزب الديمقراطي الكوردستاني مضطراً للدفاع عن الشعب الكوردي الذي كان يتعرض لشتى أساليب القمع والتهميش والمظالم، لم يكن اللجوء الى تبني حركة مسلحة ضمن أدبيات هذا الحزب الذي كان يمثل اغلب شرائح المجتمع الكوردي خياراً مريحاً وسهلاً، بل كان اضطراراً لاثبات الوجود ولانتزاع الحقوق بسبب التعنت والغرور والقوة المفرطة لدى انظمة الحكم التي انتهت بسقوط النظام الديكتاتوري.

        مع التغيير الذي حصل في العراق صبيحة التاسع من ابريل 2003، سارعت قيادة الحزب الديمقراطي ومعه الشعب الكوردي للشروع من جديد في بناء الدولة العراقية الجديدة التي انهارت منظومتها الادارية والعسكرية والامنية، وساهم هذا الحزب بشكل فعال في العملية السياسية وكتابة الدستور وخوض الانتخابات النيابية في دوراتها السابقة، ومع المشاكل المعمقة والعالقة لحد الآن بين بغداد واقليم كوردستان الا ان هذا الحزب يسعى بشكل واضح وجلي – رغم المعرقلات- لبناء الدولة العراقية الجديدة وعلى أسس صحيحة ويأتي ضمان الحريات والحقوق للافراد والجماعات في العراق برمته ضمن اولويات واهتمامات هذا الحزب، لذلك فانه قرر -كما في الدورات السابقة- خوض الانتخابات النيابية في العاشر من تشرين الاول القادم وقرر ان يكون له مرشحون من جميع الاطياف العراقية وفي مختلف مناطق العراق مؤكداً بذلك رؤيته الانسانية ورؤاه الوطنية متجاوزاً خلافات الماضي المؤلم مؤمناً بغد مشرق ومستقبل افضل وزاهر ومفعم بالرفاهية لجميع العراقيين، بهذه الرؤية الواقعية العملية البعيدة عن التنظيرالعقيم سيخوض مرشحو الديمقراطي الكوردستاني الانتخابات من اجل عراق آمن مزدهر وكوردستان تنعم بحقوقها الطبيعية، مع الثبات على الدفاع عن حقوق مختلف المكونات العراقية وضمان مستقبلها.